هل الأفضل أن أبتعد عن صديقتي حتى لا يتكرر سوء التفاهم؟
2014-05-26 03:34:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
وقع بيني وبين زميلتي سوء تفاهم، وبعد ذلك أحببنا بعضنا، فهل أكون لها صديقة أو أبتعد؛ خوفا من أن يتكرر سوء التفاهم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحب أن نؤكد لابنتنا الفاضلة أن أحسن الصداقات هي ما يحصل بعد المشكلات؛ لأن العلاقة تكون وثيقة؛ ولأن كل طرف يكون قد عرف الخطوط الحمراء التي لا يقبلها الشريك، ونحن نريد دائمًا أن تبقى شجرة العلاقة.
والذي فهمتُ من الرسالة أنها صداقة بينك وبين زميلة (أنثى) لأنا لا نعترف بوجود زمالة أو صداقة بين امرأة وبين رجل أجنبي عنها، والأجنبي عنها هو كل من يستطيع أن يتزوج بها ويتقدم لطلب يدها.
فالصداقة بين الرجل والمرأة لا تكون إلا في إطار المحرمية، كأن يكون محرمًا لها (عم، خال، أخ) أو نحو ذلك، أو في إطار وظلال الحياة الزوجية، فأعظم صداقة ينبغي أن تكون بين الزوجين، وهي مرتبة عالية جدًّا؛ لأن الصديق يحتمل من صديقه ويتعايش معه ويعيش مشاعره، وهذا مطلوب في الحياة الزوجية، أيضًا بدرجة أعلى أن تكون في مثل هذه المعاني.
والإنسان في تعامله مع الناس لا بد أن يصنفهم، فهناك إنسان ينبغي أن تكون العلاقة معه محدودة، في حدود الرسميات، وهناك إنسان يمكن أن نتوسع معه، وهناك إنسان يصلح بأن نعطيه أسرارنا، وهناك إنسان ينبغي أن تكون العلاقة معه محدودة؛ لأنه لا يحب العلاقات، فالإنسان ينبغي أن يُداري الناس كلٌ بحسبه، وهذا أمر مهم جدًّا، فالمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
ولكن إذا وجد إنسان ضيق النفس فمن الحكمة أن تكون العلاقة به في الحدود المعقولة والمطلوبة، ودائمًا نحن نحب أن نقول: الإنسان لا بد أن ينتبه إلى أن العلاقة بين الناس تختلف: فمنهم من هو كالغذاء، لا نستطيع أن نستغني عنه، ومنهم من هو كالهواء، ومنهم من هو داء، علاقته داء، ومنهم من علاقته دواء، الدواء يحتاجه الإنسان عند المرض، كذلك علاقات الناس ينبغي أن ننظر إليها بهذه الطريقة.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.