الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دليلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولاً: نثني عليك في طريقة سردك وتحليلك لمشكلتك بصورة جيدة، وهذا يدل على وعيك وقدرتك على ترجمة ما تشعرين به، وما تعانين منه، فنقول لك -ما شاء الله– وأنت في هذا العمر على هذا المستوى من التفكير، مما يبشر بمستقبل زاهر -إن شاء الله- وهذا في حد ذاته خطوة من خطوات العلاج، بل هو نصف حل المشكلة.
ثانياً: أسلوب المعاملة الذي تعرضت له في طفولتك ربما يكون أثر في صورتك الذهنية عن نفسك، وتقديرك الذاتي عنها، ورسخ ذلك في عقلك الباطن بأنك أقل من الآخرين.
وكما تعلمين -أختى الكريمة- أن بعض الأفراد ينزعون إلى بلوغ الكمال، ولا يرضون بأي شيء يخدش كرامتهم وسمعتهم، ويحاسبهم ضميرهم على كل صغيرة وكبيرة، والبعض الآخر عكس ذلك، فالمسألة مرتبطة بالضمير الذي تربى وفقا للمعايير والقيم والمعتقدات السائدة في ذلك المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأفراد.
ثالثاً: حديث النفس إلى النفس وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما، حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما، قد تواجهه في المستقبل.
فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة، فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة.
هناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجةً لاستخدام خيالنا، وتصوراتنا المسبقة للأمور, أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلةً نفسيةً للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط؛ لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.
وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال, فنرشدك بتعلم مهارات حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات، وحاولي الاستعانة بالله أولاً، ثم الآخرين، واعرضي عليهم آرائك ومقترحاتك، وناقشيهم في آرائهم ومقترحاتهم، فستخرجين -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك, وإليك بعض الإرشادات لتساعدك في التغلب على المشكلة:
1- الثقة بالنفس تزداد بالتركيز على الإيجابيات والصفات التي تمتلكينها في شخصيتك، وتجنبي مقارنة نفسك بالفتيات الأخريات اللاتي في سنك، فهناك فروق فردية بين الناس، فما عندك من الصفات قد لا يكون عندهم، والعكس صحيح، وهذه سنة الله في خلقه، فاقتنعي بما قسمه الله لك من النعم والقدرات والمهارات الشخصية.
2- استفيدي من وقت الفراغ في ما هو مفيد ومجلب للمصلحة، حتى لا تدعي فرصةً للأفكار السلبية، وهذا يساعدك في التغلب على الانعزال، وأيضاً: عدم التفكير في أحداث الماضي؛ فهي مضت وولت، وينبغي الاستفادة منها في تصحيح المسار، واحفظي الله يحفظك مما تخافين منه.
3- ضعي لك أهدافًا واضحةً في حياتك، واجتهدي في تحقيقها بالوسائل المتاحة لك، واستشيري في ذلك ذوي الاختصاص من المربين والمعلمين.
4- لسهولة اتخاذ القرارات ومواجهة الواقع، فكري أولاً في الخيارات الموجودة والمتاحة، وحاولي دراسة كل خيار على حدة، من حيث عدد الإيجابيات والسلبيات الموجودة فيه، ثم اختاري الأكثر من حيث عدد الإيجابيات، والأقل في السلبيات، مع التركيز على ترتيب الأولويات.
ولا تنسي أيضاً صلاة ودعاء الاستخارة، فهما من أعظم الوسائل المساعدة في اتخاذ القرارات.
5- ممارسة تمارين الاسترخاء بشكل يومي، للتخلص من القلق والتوتر الذي يهيج القولون العصبي، وخطواتها في الاستشارة رقم: (
2136015).
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.