أتمنى إكمال الثانوية لأصبح مهندسا لكني أجد صعوبة في الدراسة
2014-06-26 03:09:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة وبركاته
الموضوع طويل لكنه في غاية الأهمية، أعاني من تشتت وغضب شديد؛ لأني رسبت في مادتين في الصف الأول ثانوي؛ والسبب لأني كنت مقصراً في المذاكرة والمادتين: فيزياء في الفصل في الأول، والجبر في الفصل الثاني.
أنا ذكي لكن ليس في المذاكرة، مع أني قبل دخولي الثانوي كنت جيدا وأنجح، ولكن رفض والدي أن التحق بالثانوية، ولكن ليس بالقوة بل من وجهة نظره أنها صعبة، وقال: أنت لا تستطيع الدراسة. وأنا رفضت وأصررت أن أدخلها ودخلتها، ولكني لا أذاكر أبداً، وعند دخول الامتحانات لا أذاكر إلا القليل جدًا.
علماً بأني كنت في الإعدادي عند دخول الامتحانات كنت أذاكر لو كنت مقصرا في الدراسة، لكن عند دخولي الثانوي لم أتقدم، بل فشلت في مادتين، ووالدي علم أني رسبت في مادة الفيزياء وهو مسافر، وقال لي: لك فرصة في الفصل الثاني أن تأتي بمجموع كبير، وإلا سوف أخرجك من الثانوي؛ لأنه كان يريد أن أدخل التمريض وأنا رفضت.
عند بداية الفصل الثاني في الأسبوع الأول، كنت في وضع غير طبيعي، بل كنت متضايقا بسبب رسوبي في الفيزياء، وسبب ضيقي أكثر أن بعضا من زملائي كانوا لا يعلمون شيئا عن الفيزياء، ورغم كذلك نجحوا فيها، لأننا لا نفهم أبدا من مدرسنا. ومع الامتحانات درست قليلا، وعرفت برسوبي من أسبوع وأصبت بالذعر رغم أن بعض زملائي رسبوا أيضا، وأخاف أن أخبر والدي لأنه سيخرجني من المدرسة وسيعاقبني عقابا شديدا؛ فما الحل؟
علماً بأني قررت الدراسة حتى أتفوق، فطموحي أن أكون مهندس كهرباء أو طيارا، والعلماء كانوا أقل من المتوسط في الدراسة، ولكن بعد ذلك ابتكروا، والفشل يأتي بعده النجاح، فهل هناك أمل في أن أدخل ما أتمنى؟
آسف للإطالة، أرجو النصيحة لأني أتمنى أن أكون شخصا ناجحا وطموحا. والله يرزقكم الصحة والعافية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ noor حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرسوب في الامتحان أمر يجب أن لا يُقبل أبدًا، والناس الآن لا تسعى من أجل النجاح فقط، إنما من أجل التميز، وذلك لأننا نعيش في عالم يقوم على العلم، وعلى العلمية، وعلى التنافس الشريف في هذا المجال.
بالنسبة لك: ما مضى قد مضى، لا تستطيع أن تقوم بالكثير حياله، لكن المهم هو الحاضر والمستقبل، والمعادلة بسيطة جدًّا: دراسة، انتظام، مذاكرة، اجتهاد، الناتج: نجاح وتفوق وتميز، لا توجد أي وسائل أخرى غير ذلك.
أنا لا أقتنع بأن أحدًا لا يدرس ينجح، وحتى فيما يقال أن بعض الناس لا يدرسون لكنهم ينجحون، هؤلاء لا بد أن يكون لديهم ترتيب آخر، وهو أنهم ينتبهون في الحصة، أنهم مرتاحو البال، ينظمون أوقاتهم بصورة صحيحة، ويدرسون أيضًا، حتى وإن لم تكن دراستهم ظاهرة للآخرين. لا تعش على الأسى -أيهَا الفاضل الكريم-، لا تعش على الألم، عش على الأمل، لكنك مطالب أولاً بأن تشعر بقيمة العلم.
ثانيًا: أن تنظم وقتك، وأهم طُرق تنظيم الوقت هي أن تنام مبكرًا، تصلي العشاء، تدرس بعده لمدة ساعة، ثم تذهب إلى فراشك، وتردد أذكار نومك، وبعد ذلك تستيقظ مبكرًا لصلاة الفجر، ثم تدرس بعدها لمدة ساعتين، بعدها تذهب إلى مدرستك، وتدخل في نشاطات الحياة العادية. إن قمت بهذا الترتيب أنا متأكد أن مزاجك سوف يتحسن، تركيزك سوف يكون أفضل، وسوف تجد أنك يمكن أن تقوم بالمهام اليومية دون أي مشقة.
أنت تريد أن تكون مهندسًا، هذه أمنية طيبة، لكن لا أعتقد أن الإنسان يمكن أن يصل إلى ما يبتغيه إلا إذا اجتهد أكاديميًا. والهندسة علم ضاغطً، يعني يتطلب الجد والاجتهاد والمثابرة.
الذي أراه أن تغيّر تفكيرك بصورة مختلفة عمَّا مضى، وأن تنظم وقتك بصورة مختلفة عمَّا مضى، ومن حقك أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، حين نقول للناس اجتهدوا في المذاكرة، لا يعني أن يحرموا أنفسهم من الأشياء الأخرى، لا على العكس تمامًا فالترفيه الجميل لما هو طيب ومباح، وممارسة الرياضة دائمًا تحسن من أداء الناس، إذا استفادوا من أوقاتهم بصورة صحيحة.
أنت أيضًا مطالب بأن تكون لك مساهمات جيدة في داخل منزلك، أن تسعى لبر والديك، قد تستغرب ما علاقة هذا بالمذاكرة؟ نعم له علاقة بالنجاح، رضا الوالدين، إرشاد الوالدين، محبة الوالدين، كلها تجدد طاقاتك، وتجعلك أكثر قدرة على الاستيعاب والفهم، وتكون موفقًا -بإذنِ الله تعالى-.
هذا هو الذي أنصحك به، واجتهد أيضًا أن تدرس مع زملائك، تخيَّر زميلين أو ثلاثة أو حتى زميل واحد، ومن وقت لآخر تكون هنالك جلسات للمذاكرة، وحل الامتحانات السابقة، واختيار لمواضيع معينة، ومواد معينة، والتركيز عليها جماعيًا والمناقشة حولها، فالحوار هو أحد مفاتيح النجاح، ومتطلبات تطوير المهارات، فأكثر منه، الحوار المفيد مع الأصدقاء، ومع أهل المعرفة والعلم والدين، هذا يُذوِّب كل صعوباتك الاجتماعية التي تتخوف منها، -وإن شاء الله-، يحسِّن من تركيزك، ويزيد أيضًا من رغبتك في التحصيل العلمي.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.