هل من الأفضل أن أظل مع صديقتي وأنصحها أو أبتعد عنها؟
2014-06-24 04:56:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا بنت هادئة جدا، وأخاف من ربنا، وأبتعد عن كل شيء سيء -والحمد الله- منذ سنتين تعرفت على زميلة كانت معرفتي بها سطحية في الابتدائية، لكنها أصبحت صديقتي في الثانوية، وصديقاتي كلهن على خلق إلا هذه الفتاة، هي تكلم الشباب كثيراً، وتعامل أهلها بطريقة سيئة، وأحيانا أحس أنها متضايقة مني وتود أن أفعل مثلها حتى لا أكون أحسن منها، ظروفها صعبة جدا، فأهلها بينهم مشاكل كثيرة، لهذا أرغب بإبعاد نفسي عنها بسبب أخلاقها، وقد نصحتها كثيرا وبطرق غير مباشرة لمدة ثلاث سنوات بلا فائدة، فهل الأفضل أن أظل معها لأني صديقتها الوحيدة أم أبتعد؟ ولو ابتعدت، هل أكون كأني تخليت عنها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rose حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة، ونسأل الله أن ينفع بك، ونتمنى أن تستمري في نصح هذه الفتاة ولا تتركيها حتى لا تزداد سوءاً، واجتهدي دائماً في أن تكون جوار الصالحات، ولا تتخلي عنها، ولتبقى بينك وبينها شعرة العلاقة، فإن تركها وحدها سيدفعها إلى المزيد من الهاوية ومزيد من البعد عن ما يرضي الله تبارك وتعالى.
ولا تقصري في إسداء النصائح لها، ركزي على جوانب تميزها، ونبهيها إلى مخاطر التحدث مع الشباب ونحو ذلك، وما دمت -ولله الحمد- متماسكة وحريصة على الخير وملتزمة بالآداب، فإن الفتاة ستستفيد من قربك، واحتسبي الأجر عند الله تبارك وتعالى، فإن المؤمنة التي تخالط الناس وتصبر وتنصح خير من التي لا تخالط ولا تصبر ولا تنصح، فإذا استمر هذا الشرط، شرط النصح وشرط البعد عن الأخطاء التي تقعِ فيها، فمثلك من المتميزات ينبغي أن تصادق الصالحات، وتقربي إلى رب الأرض والسموات.
نسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيرا، ولا نريد أن تترك مثل هذه الفتاة وحدها لأنها في سن خطيرة، والبيت لا يساعدها على أن تصحح مسيرها، فاجتهدي في التأثير عليها، وتذكري قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً -طبعاً أو امرأة- خير لك من حمر النعم) فنسأل الله أن يجعلها في صحائف حسناتك، وأن يلهمها السداد وأن يردها إلى الحق رداً جميلاً، هو ولي ذلك والقادر عليه.
وبيني لها أن تقصير الأهل وخطئهم لا يعالج بالخطأ، وأن عليها أن تنتبه ففي الشباب ذئاب، نسأل الله أن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.