الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلتك واضحة جدًّا، وهي أنك اقترفت أخطاءً وارتكبت أخطاء سلوكية واضحة جدًّا، وفي ذات الوقت لا تحمّلي نفسك مسؤولية هذه الأخطاء، هذا في حد ذاته خطأ جسيم جدًّا، مشاهدتك للأشياء المخلة، أنت ذكرت ذلك من غير قصد، لا يمكن أن يكون مشاهدة مشاهد أو مواقع مُخلة دون قصد، حتى وإن كان القصد مفقودًا مرَّةً أو مرتين، لن يكون أبدًا في جميع الأحوال، فتحملي مسؤوليتك حيال نفسك، وهذا هو المهم.
الإنسان الذي لا يعترف بأخطائه ولا يعطيها وزنها الحقيقي لا يمكن أن يتغير أبدًا؛ لأن الإنسان الذي يفصل ما بين نفسه وأخطائه، يعتبر الأخطاء من عالم آخر وهو من عالم آخر، هذا خطأ جسيم.
راجعي نفسك – أيتها الفاضلة الكريمة – اجلسي جلسة خاصة مع نفسك، واسترشدي بفكرة أن الإنسان مسؤول عن تصرفاته وأفعاله كما قال تعالى: {كل نفسٍ بما كسبتْ رهينة}؛ فكل إنسان مرهون بعمله وكسبه، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، وقال تعالى: {ولكلٍّ درجاتٌ مما عملوا وليوفيّهم أعمالهم وهم لا يُظلمون}، فكل إنسان مرهون بأفعاله وكسبه ما دام هو مستبصرًا، ويفرِّق بين الخطأ والصواب والحق والباطل، أنت إنسانة كاملة الأهلية، كاملة العقل، ولا بد أن تحملي نفسك مسؤولية أخطاءك، فالمنهج التفكيري الذي تنتهجينه يجب أن يكون على هذا السياق، أما إذا اتبعتِ منهج (من غير قصد– لا أستطيع، لا أستطيع، لا أستطيع) فهذا قطعًا فشل، لا، حمّلي نفسك مسؤولية نفسك حيال نفسك.
أمر الصلاة لا يتطلب أي نوع من المساومة، لا يتطلب أي نوع من المراوغة مع الذات، ولا يتحمل أي نوع من التأجيل، الخشوع في الصلاة يأتي من خلال استشعار أهميتها {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} فإذا رفعها الإنسان في الدرجات العلى في قائمة اهتماماته سوف يخشع. واجعلي لحياتك معنى من خلال السمو بالنفس وتطهيرها والارتقاء بها وامتلاك المهارات الحياتية المهمَّة، والتي تطور الإنسان.
أنت -الحمد لله تعالى- طالبة طب، -إن شاء الله تعالى- لديك مستقبل متميز، بشرط أن تجتهدي في دراستك، أن تكون لك أهداف فيما يخص تطورك الدراسي، وأن تكوني -إن شاء الله تعالى- من أنجح الأطباء، وقطعًا الإنسان حين يتطور في مرفق معين سوف يتطور في بقية المرافق، بمعنى أنك حين تسعين للارتقاء بنفسك من ناحية المسلك، من ناحية التفكير، من ناحية الدراسة، من ناحية الانضباط في العبادة، من ناحية تنظيم الوقت، من ناحية بر الوالدين، هذه كلها إذا أُخذتْ كدفعة واحدة وبكليِّاتها يأتي التطور، ويحدث تقدم مضطرد، -وإن شاء الله تعالى- تصلي إلى مبتغاك.
هذا هو الذي يجب أن يكون منهجك، وهذا ليس صعبًا أبدًا، تحملي مسؤوليتك حيال أخطائك، -وإن شاء الله تعالى- من خلال ذلك سوف تُصححيها، ولا تأسي أبدًا على ما فاتك، وسلِ الله تعالى أن يسهل أمرك، ومن جانبي أدعو لك بالتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول أضرار هذه العادة السيئة: (
18501 -
234028 -
3509-
54712 -
260343 )، وكيفية التخلص منها: (
3509 -
260768 -
54892 -
262132)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (
469-
261023 -
24312).