أنا سريعة الانفعال وبطيئة الاستيعاب، فما علاجي؟
2014-09-12 15:41:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة متزوجة منذ سنة تقريبًا، أبلغ من العمر 27 سنة، -الحمد لله- أحوالي جيدة، أعاني من مشكلتين:
الأولى: أصبحت سريعة الانفعال، ولا أتحكم بأعصابي، وأندم بعد انفعالي مباشرة.
الثانية: منذ سنة -تقريبًا- أصبحت بطيئة الاستيعاب للأحداث والنقاشات اليومية، كما أشكو من النسيان الزائد، مع العلم بأني كنت متفوقة دراسيًّا ومعروفة بالذكاء.
أصبحت أتساءل كثيرًا عن سبب ما أعانيه، وهل يجب عليّ مراجعة أطباء الأمراض النفسية أم المخّ والأعصاب؟ أم ماذا؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة للسؤال الأول، فهناك عدة احتمالات يمكن أن تُفسِّر سبب هذه الانفعالات، فقد تكونين تحبسين الكثير من العواطف والمشاعر، ولكن بعد فترة من هذا الحبس، وعندما يطفح الكيل فقد تجدين نفسك وقد انفجرت بالانفعال، وقد لا يكون للشخص الذي أمامك في حينها علاقة بهذا الانفعال، إلا أنه ربما فعل أو قال شيئًا، فكانت القَشَّة الأخيرة التي فجرت الموقف؛ ولذلك فأنت تشعرين بالندم والأسف على ما حدث.
يمكنك أن تقومي بالتفريغ التدريجي عما في نفسك من العواطف والمشاعر، وعدم جعل الأمور تتراكم كزجاجة المياه الغازية، ومن ثَمّ الانفجار.
هناك -عادة- طريقتان أساسيتان للتعبير عن المشاعر والعواطف: طريقة سلبية وطريقة إيجابية:
- من الطرق السلبية: الغضب الشديد، وتكسير بعض الأثاث، والضرب، وربما تعدّى إلى بعض الممنوعات أو الحبوب أو التفكير بالانتحار.
- من الطرق الإيجابية: الحديث المباشر مع الشخص المباشر عن الموقف، فيمكن مثلًا التفريغ عن مشاعرك عن طريق التعبير عن نفسك عند ما تكونين في حالة عاطفية معينة، فعند الانزعاج قولي: أنك تشعرين بالانزعاج بسبب كذا وكذا، ونفس الشيء عند الفرح، ومما يساعد كذلك ممارسة بعض الهوايات المفيدة كالرياضة والمشي والرسم والاستمتاع بالمناظر الطبيعية من جبال وبرّ وبحار.
الإنسان أمامه الاختيار بين الطريقين، وأحيانًا عند ما نهمل أنفسنا، فقد نجد أنّنا ننْساق وراء الطرق السلبية للتعبير عن عواطفنا، فنشعر بالندم والحزن.
الاحتمال الآخر لما يمكن أن يكون يجري معك، هي حالة نفسية من الانزعاج، مما يشعرك بالقلق، وهذا يمكن أن يفسّر أيضًا ضعف التركيز والاستيعاب، والنسيان.
إذا لم تشعري ببعض التحسن بعد أسابيع من محاولة تعديل المزاج ببعض الأنشطة المريحة والتي تساعد على الاسترخاء، فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، يُمكن أن يعينك على الفهم الأفضل للظروف التي تعيشين فيها، ومن ثَمّ تحديد طبيعة المشكلة، ورسم الحل أو الحلول المناسبة، والتي قد تكون العلاج النفسي أو حتى الدوائي -إن استدعت الحالة ذلك-.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء.