الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى أن يزيدك علماً ونوراً، وأن يحقق أمنيتك وطموحك بأن تصبحي داعية.
يا أيتها الفاضلة الكريمة توجهك هذا في حد ذاته سوف يفيدك كثيراً في علاج الرهاب الاجتماعي، بشرط أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وتمارين التنبيه الذهني لا بأس بها فهي تفيد بالفعل في علاج الرهاب الاجتماعي، لكن إذا اختلطت الأفكار وتداخلت فهنا أقول لك الجئي إلى أسلوب التجاهل وتحقير فكرة الخوف، فهذا أيضاً أمر مطلوب في مثل هذه الحالات.
ومن الضروري جداً أن تصححي مفاهيمك حول الخوف الاجتماعي، أولاً: مشاعرك هي مشاعر خاصة بك، وأقصد بذلك المشاعر التي تنتابك عند المواجهات، وأؤكد لك وبصورة قاطعة أن لا أحد يلاحظ عليك أي تغيرات كما تعتقدين، لا رعشة ولا تلعثما ولا فقدانا للسيطرة على الموقف أبداً، التغير الفسيولوجي الذي يحدث لك هو تغير داخلي وخاص بك أنت، فإذاً أنت لست مقصودة ولست مراقبة من قبل الآخرين ولا يظهر عليك -إن شاء الله تعالى- أي تغير، فأقدمي توكلي على الله.
واعرفي أن رسالتك هي رسالة نبيلة جداً، وأن الإنسان بطبعه هو مخلوق اجتماعي والتواصل من فطرته. الأمر الآخر حددي برامج يومية تعرضين نفسك فيها إلى ثلاث مواقف اجتماعية مختلفة، والهدف من ذلك هو العلاج عما نسميه التعريض أو التعرض مع تحقير الفكرة السلبية، وتجنب التجنب عند التعريض، والتعرض هذا مهم جداً -أيتها الفاضلة الكريمة-، وتعلمي وتدربي على تمارين الاسترخاء ففائدتها عظيمة جداً، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (
2136015) أرجو الرجوع إليها والاسترشاد بما ورد فيها من توجيهات.
بالنسبة للعوامل الوراثية لا ننكر دور الوراثة في المخاوف، لكن أثره ليس أثرا مباشرا، إنما قد يؤدي إلى شيء من الاستعداد للمخاوف إذا توفرت الظروف البيئية الأخرى، فأنت إذا حقرت وساوسك واقتحمت هذا الفكر بطريقة ثابتة وقوية وبدافعية لن يكون هنالك أثر للوراثة. اهتمامك بأمر والدك هو أمر طيب ويمكن أن تتحدثي معه بشيء من الرفق حول هذا الموضوع دون أن تعرضيه إلى حرج، واطرحي عليه أنه بالفعل يحتاج إلى علاج.
والعلاج الدوائي في حالتك مطلوب، وهنالك عدة أدوية من أفضلها العقار الذي يعرف باسم زوالفت، واسمه العلمي سيرترالين، تكلفته متوسطة، والجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة، أي 25 مليجرام يتم تناولها ليلاً، استمري عليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة وتناوليها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهنالك دواء آخر يعتبر دواء مساعدا وداعماً للزوالفت هو إندرال، ويسمى بربرانوال، وهو زهيد الثمن جداً، والجرعة المطلوبة هي 10 مليجرام تتناولينها صباحاً لمدة شهرين، ثم تتوقفين عن تناوله.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.