كيف أتخلص من الوسواس في الطهارة وفي الإسلام؟
2014-10-16 05:38:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 19عاما، عانيت منذ سنتين من وسواس قهري في النظافة، وتكرار الوضوء بشكل كبير، والخوف من الموت، ومنذ سنة ونصف أعاني من وسواس قهري في سب الذات الإلهية، والتلفظ بالكفر، بسبب الوسواس، وكنت أشعر بمراقبة الناس لي بشكل كبير، وذهبت إلى طبيب فأعطاني أدوية فتحسنت كثيرا، وخفت مراقبة الناس لي بشكل كبير، وتحسن الوسواس بنسبة80% لكن خلال فترة المرض كان الوسواس يضغط علي فأكفر.
عندما كنت أذهب إلى المسجد لأصلي تأتيني الوساوس فأتلفظ بالكفر في المسجد، وقلت أقوالا تخرجني من الإسلام، بسبب المرض.
أما الآن فتأتيني وساوس بأني أنا السبب في مرضي، وأخاف من عقاب الله بشكل كبير، وتأتيني أفكار بالانتحار، بسبب أني أصبحت كافرا.
أحيانا أحس بأن الحياة حلم! فمن فضلكم أريد بصراحة حكم الذي حدث معي، علما أن الدكتور أخبرني أني غير محاسب.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأفكار الوسواسية بالفعل كثيرًا ما تكون قبيحة المحتوى ومؤلمة للنفس، لكن الإنسان لا يتعامل معها أبدًا بأن يتلفظ بهذه الأفكار.
يُعرف أن الذين يعانون من الوساوس ذات الطابع الديني ومن النوع الذي تحدثت عنه لا يتلفظون بما يأتيهم من فكرة، فيجب أن تتعامل الآن مع هذه الأفكار من خلال تحقيرها، لا تناقشها أبدًا، حين تأتيك الفكرة قل لها (أنت فكرة وسواسية حقيرة، لن أناقشك، أنت تحت قدمي) وهكذا استخفّ بالوسواس، وحقر الوسواس، لكن لا تحاوره ولا تناقشه أبدًا.
إن شاء الله تعالى، لا حرج عليك ما دام هذا الفكر متسلط عليك، وفوق إرادتك، وسوف يفيدك إن شاء الله تعالى الشيخ أحمد الفودعي في هذا المجال بصورة أكثر تفصيلاً ووضوحًا.
من ناحيتي، الذي يهمني هو أن تعالج هذه الوساوس، وموضوع الشكوك التي تعتريك ربما تكون شكوكا غير وسواسية، خاصة الشكوك حول مقاصد الناس نحوك، وأنك تحت المراقبة.
هذا النوع من الارتياب لا نشاهده كثيرًا في الوساوس القهرية، إنما نشاهده عند الذين يعانون من الأمراض الظنانية.
مواصلتك مع الطبيب مهمة وضرورية جدًّا، لأن هذا الوسواس يحتاج لعلاج دوائي، وأنت محتاج لدواءين على وجه الخصوص، الدواء الأول يسمى (بروزاك) ويسمى علميًا (فلوكستين) والدواء الثاني يسمى (رزبريادون) يجب أن تحافظ على علاجك الدوائي، والأفكار الوسواسية تستجيب بصورة ممتازة جدًّا للأدوية، بجانب اللجوء إلى التحقير وعدم الاستجابة لها واستبدالها بأفكارٍ مخالفة تمامًا.
لا تنقطع أبدًا من المسجد، ولا تربط بين وساوسك هذه والصلاة، ومن المهم جدًّا أن تتجنب الفراغ الذهني والفراغ الزمني، وكن حريصًا على إدارة وقتك بصورة صحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
+++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++
مرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك عاجل العافية والشفاء.
نحن نقدر أيها الحبيب المعاناة التي تعيشها بسبب الوساوس، ولكن الخلاص منها سهل يسير بإذن الله تعالى إذا أنت أخذت بالأسباب، وكنت جادًا صابرًا، فإن الله تعالى سيتولى عونك ويُخلصك منها.
الوساوس أيها الحبيب علاجها الأمثل هو الإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها، وكلما ثبت على هذا الطريق يئس الشيطان منك وتحول عنك، فكلما خطر لك خاطر بهذه الوساوس استعذ بالله، واصرف ذهنك عن التفكر فيها والاشتغال بها، واشتغل بغيرها.
اعلم أن هذا الانصراف كما أنه العلاج الأمثل لهذه الوساوس فهو أيضًا السبيل الذي يُحبه الله تعالى ويرضاه منك.
أما العمل بمقتضى الوساوس والتفكير فيها فإنه اتباع لسبيل الشيطان، والله تعالى نهانا عن ذلك بقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}.
كراهتك لهذه الوساوس وخوفك من الوقوع في الكفر وتفكيرك بالانتحار من شدة الخوف، كل ذلك يؤكد وجود الإيمان في قلبك، وأنك على إسلامك، إذ لولا وجود هذا الإيمان في القلب لما حصل كل هذا الانزعاج والخوف والقلق، فأنت على إيمانك ولله الحمد، فاترك عنك هذه الأفكار، وما تكلمت به تحت تأثير الوسوسة ودفعها فإنك غير مؤاخذ به، لأن العلماء يجعلون الموسوس كالمُكره، يقولون: لقوة الدافع وقلة المانع.
لا تتكلم بكلمة الكفر، واحذر من ذلك تمام الحذر، فإنه ليس هو علاج للوساوس، إنما علاج الوسوسة ما ذكرناه لك من الاستعاذة بالله تعالى والإعراض عن الوساوس وأن تشغل نفسك بغيرها.
نسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بعاجل العافية والشفاء.