أعاني من متلازمة التوريت، فما هو العلاج المناسب لي؟
2014-11-02 00:37:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من متلازمة التوريت، وأصبحت تهدد حياتي الاجتماعية، وأيضاً أعاني من الانهيارات العصبية، أو لا أعرف كيف اسمي هذه الحالة، فمثلاً: عندما يحدث خلاف بيني وبين زوجي أقوم بالصراخ الشديد وأتفوه بكلمة " خلاص" وأكررها كثيراً، وأحيانا أقوم بشد شعري.
المشكلة هي: أنني لاإراديا أقوم بذلك، ولا مبالية بوصول صوتي إلى الجيران، وأن ذلك ليس من أخلاق المؤمن، ففي تلك اللحظات أنسى نفسي من شدة القلق، أو الخلاف، أو الغضب، ثم فوراً أعتذر عن تصرفي حتى لا أخسر أحبتي.
لم أجرب تناول أي عقار خوفاً من الأعراض الجانبية، ولكنني عندما لاحظت الزيادة الكبيرة في الحركات اللاإرادية لمتلازمة التوريت، قررت أن أبدأ -وبعد التوكل على الله- بالدواء العلاجي.
هل يجب فعلاً أن أراجع الطبيب أولاً؟ وما هو تخصصه: العلاج العصبي، أم النفسي؟ وأين هي عيادتك يا دكتور؟ أرجوك دلّني عليها فهذا البلاء يكاد يقتل أجمل اللحظات في حياتي -والحمد لله على كل حال-، الدنيا ما هي إلا فناء، وأنا أعلم أنني أؤجر على هذا البلاء، ومتشبثة بالصبر -ولله الحمد-، وبعد التوكل على الله والدعاء، وخصوصا في يوم عرفة وجدت موقعكم الرائع، وأصبحت لدي الرغبة الملحة في طرح استشارتي.
أسئلتي يا دكتور:
- اشتريت علبة دواء بروزاك، وسمعت كثيراً عن دواء ال أوراي أو بيموزيدف، أيهما أفضل من وجهة نظرك؟
- هل أستطيع تناوله دون اللجوء إلى الطبيب؟ أنا لا أتناول أي نوع من الأدوية الأخرى، ولكن في جسدي اللولب الذي هو لمنع الحمل، هل يمكن أن يحدث حمل فوق هذا اللولب؟ وهل أستطيع تناوله مع وجود اللولب؟
- هل يتعارض دواء البروزاك مع مكمل اللوميغا 3؛ حيث أنني بالطبع سأحتاجه لزيادة التركيز والانتباه؟ أي من الأدوية الناجحة التي تراها ستفيدني دون أن أتعرض لفقدان التركيز والانتباه؟ لأنني أحتاجهما جدا في دراستي، أيضا وأنا أقود السيارة، وأي نصائح أخرى يا دكتور؟
جزااك الله خير الجزاء يا دكتور، وأسأل الله لك الرضا من رب العباد، وأن يجعل مأواك الجنة، وأن يرزقك خيري الدنيا والآخرة آمين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
متلازمة توريت: هي متلازمة معروفة بالرغم من ندرتها، وكل من يعاني من هذه المتلازمة يجب أن يكون تحت إشراف ومتابعة الطبيب، والطبيب النفسي قطعاً هو الأكثر معرفة وإلماماً بهذه الحالة.
أيتها الفاضلة الكريمة: لا شك أن العلاج الدوائي مطلوب، ومطلوب جداً بالنسبة للذين يعانون من متلازمة توريت، والبروزاك ليس الدواء الأمثل، إنما الأدوية المعروفة، والتي أثبتت فائدتها هي: عقار أوراب كما ذكرت، وأيضاً عقار حلوبيردور في بعض الأحيان، وبجرعات صغيرة له فائدة، فأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- مراجعة الطبيب النفسي والمتابعة.
بجانب العلاج الدوائي هنالك علاجات أخرى كثيرة، أهمها: تمارين الاسترخاء، والتي سوف يقوم الطبيب بتدريبك عليها، وصرف الانتباه عن أعراض المتلازمة أيضاً يتم من خلال علاج نفسي سلوكي، يعرف بالتأمل، هذا كله سيكون متاحاً بالنسبة لك.
ومن جانبك: استفيدي من الوقت بطريقة صحيحة، اجتهدي في دراستك، تواصلي اجتماعياً، هذا يصرف انتباهك وتركيزك حول الأعراض والمتلازمة، وقد وجد وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن عدم الانتباه لمتلازمة توريت وأعراضها يحسن كثيراً من فرص الإنسان في العلاج والشفاء -إن شاء الله تعالى-، فإذاً يجب أن تذهبي للطبيب، ولا تتناولي الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب.
وبالنسبة للبروزاك كما ذكرت لك ليس هو الدواء المثالي لهذه الحالة، لكن إذا كانت توجد وسوسة شديدة أو اكتئاب ثانوي؛ هنا سوف يكون للبروزاك دور، ولا مانع من تناوله مع عقار أوراب أو حلوبيردور حسب ما يقرره الطبيب.
بالنسبة للولب المانع للحمل: قد يحدث الحمل مع وجود اللولب، لكن هذا نادراً جداً، والأدوية التي ذكرتها لا تتناقض مع وجود اللولب، لكن قطعاً إذا حدث حمل يفضل التوقف عن الأدوية.
البروزاك لا يتعارض مع مكملات الأوميجا، لكن لا تكثري من استعمال مكملات الأوميجا؛ لأنها في بعض الأحيان قد تزيد من سيولة الدم.
عيشي حياة طبيعية من خلال: ترتيب غذاء صحي، والنوم المبكر، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، هذا كله يفيدك كثيراً ويحسن من تركيزك، ضعف التركيز وتشتته كثيراً ما يكون ناتجاً من القلق، ومن الإجهاد النفسي والجسدي.
وما ذكرناه من تنظيم للوقت، وراحة جسدية كاملة، ونوم مبكر، قطعاً سوف يحسن التركيز، وتلاوة القرآن أيضاً من محسنات التركيز التي ننصح بها دائماً، عيشي حياتك بصورة طبيعية، وأنا متأكد أن متلازمة توريت ليست معيقة -إن شاء الله تعالى- لك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.