زملائي يستغلون طيبتي ويستهزؤون بي.. ما التعامل المناسب معهم؟
2014-11-10 23:20:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في السادسة عشرة من عمري، لدي صفة محمودة، بل مرغوبة في نظر قليل من الناس، وهي طيبة القلب والتسامح، وعند أغلب الناس يعتبر ذلك ضعفًا في الشخصية، وسذاجة وغباء، وأيضًا أنا سريع التأثر، وأبتعد عن الخصومات والمجادلات، وأحرص دائمًا على مشاعر الآخرين.
لدي ضعف في التواصل، -خاصة اللفظي- بشكل ملحوظ، وحتى الانزعاج الشديد والحساسية المفرطة من انتقادات الناس، ونقص واضح في مهارات التواصل الاجتماعي، ومهارات إثبات الذات، ومتقلب المزاج، وخجول جدًا ومهذب، وأحب الدراسة، والتعليم في كافة المجالات.
في المدرسة أعاني كثيرًا من زملائي، ربما من السخافة والتفاهة، وكلامهم غير اللائق، وربما من الجهل، وللأسف أصبحوا يستغلون طيبتي وتسامحي لقضاء مصالحهم، ويستهزؤون بي، وخاصة عند نطق أحد الأحرف اللثوية، وبعض الأحيان أتلعثم في الكلام، وأنا أصمت وأقول في نفسي: ما يدور حولي لا يستحق الكلام، فأنا محتار في طريقة تعاملي معهم.
لي صديق يشفق علي ويساعدني في النقاش، ويقف معي ودائمًا ينصحني أن أغير معاملتي معهم، وقال لي مقولة: "إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب".
سؤالي: هل للطيبة حدود؟ وكيف تنصحونني في التعامل مع زملائي في المدرسة؟ وهل يوجد حل لكي أصبح طليق اللسان؟ وهل يمكن أن أتخلص من خجلي وأصبح جريئًا بعض الشيء؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، والسؤال الذي يدل على إنك بخير بفضل الكبير المتعال والحليم المهذب لا يجاري الجهال، بل يصبر على الالتزام بحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.
واعلم أن العاقل لا يترك طيبته وأخلاقه الجميلة لفساد الناس، أو تغير الحال والزمان، وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يعظ أخاه في الحياء -يدعوه إلى أن يقلل منه- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير) ولو أننا ألقمنا كل مسيء بحجر لأصبح الصخر مثقالاً بدينار.
أما بالنسبة لمهارات التواصل فهي مطلوبة مع ضرورة أن تحافظ على حسن الكلام، وتتسلح بحسن القصد، وحسن الفهم، ونعتقد أن تواصلك مع موقعك، وحسن عرضك لما عندك دليل على أنك سوف تبلغ العافية، فليس هناك داع للانزعاج، ونتمنى ألا تنزعج من انتقادات الناس؛ لأن رضاهم غاية لا تدرك والعاقل يجعل همه إرضاء الله.
ونحن إذ نشكر لصديقك محاولاته في المساعدة ندعوك للتجاوب معه فيما ليس فيه مخالفة شرعية، ودرب نفسك على الأخذ والرد، واعلم أن عيوب النطق ليست مشكلة، وهناك علماء لهم خطب ومحاضرات، وعندهم مشكلات في بعض الأحرف، أو الكلمات فما أقعدهم ذلك، وتذكر إنه لا يوجد إنسان إلا وفيه نقص في جانب من جوانب الحياة، والكمال لله وحده.
أما بالنسبة لمصالح الزملاء فقدم المساعدة لمن يستحقها، واعتذر للآخرين بحسن أدب، وتجاهل السفيه، وأحسن إلى من يحسن إليك، وأحسن اختيار الأصدقاء، وانفرد بمن أساء وقدم له النصح، فإن ذلك سيحمله على الاعتذار، أما إذا أشعرتهم بضعفك فإن اللئيم قد يحاول الاستمرار في الإساءة.
ولا يخفى عليك أن الحياء مطلوب، وهو انكسار يعتري النفس من الخوف مما يعاب، وهو شعبة من الدين وقرين للإيمان، وهو خلق الإسلام بخلاف الخجل الذي يترتب عليه ضياع الحق والتقصير في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مخافة الناس، فلا تتردد في قول الحق، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى زيادة التواصل مع الأصدقاء بعد اختيارهم، وعبر لمن حولك عما يجيش بخاطرك، واستمر في مخالطة الناس، وابذل لهم الخير واصبر على أذاهم وتوكل على الله.
سعدنا بتواصلك ونطالبك بالمزيد، ونعتقد أن وصولك إلى موقعك هذا وتفاعلك معه خطوة مهمة على الطريق، فأنت تتواصل مع إخوة وآباء جندوا أنفسهم لخدمة الشباب، وهل تملك الأمة بعد إيمانها أغلى منكم يا شباب؟!
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويحفظك، ويتولانا ويتولاك، ويحقق لك مناك.