خوفي الشديد من المستقبل يجعلني أخاف من الزواج
2014-12-01 00:47:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة عمري 19 سنة، لدي خوف شديد جدا من المستقبل، ولا أريد الزواج خوفا من أن أبقى في البيت وحيدة وأكتئب، أو أن أصاب بمرض نفسي، وأخاف أن يفشل الزواج، أو أن أكون حزينة ومكتئبة، أخاف من المستقبل، وأيضا متعلقة بأشياء في الماضي وأريد أن أعود إليها، وأشياء أخرى أريد أن أصححها.
وأشكو إليك تناقضي أيضا، فأحيانا أكون فتاة ملتزمة وأصلي الوتر والسنن ولدي مبادئ لا أخرج عنها، وأحيانا أخرى لا أصلي الوتر وأسمع الأغاني، ولا مانع لدي مثلا أن أخرج وأنا كاشفة لوجهي، وأستغرب من نفسي لدرجة أنني أشعر أن لدي انفصاما.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، فأنا مقبلة على الزواج ولكنني خائفة جدا.
الإجابــة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة /عبير حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لكِ دوام الصحة والعافية.
أولاً: أختنا الكريمة نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي فنستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.
ثانياً: خوفك من موضوع الزواج ربما لا يكون له مبرر موضوعي، إنما هو توقعات كاذبة، لذلك لا تكترثي لها، بل فكري في الزواج على أنه إكمال لنصف الدين، وأنه مصدر للسعادة والمودة والرحمة، وسبب في الذرية الصالحة -إن شاء الله-، ولكل زوجين تجربة وحياة تختلف عن الآخرين، فلا تنظري للتجارب الفاشلة بل انظري للتجارب الناجحة، ونتمنى أن تكون تجربتك مثلها.
نرشدك بالآتي للتغلب على المشكلة:
1- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار، فإنه مزيل للهم والحزن، ويجلب السعادة -إن شاء الله-، وكذلك تجنب فعل المنكرات والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلمي أن الله غفور رحيم.
2- لا تهتمي بما فاتك من أمور الدنيا ولا تنظري لما عند الآخرين، وتذكري أن الله تعالى هو المانح والمعطي وبيده كل شيء.
3- فوضي أمرك لله -سبحانه وتعالى-، فهو مجيب المضطَر إذا دعاه وهو كاشف الضر.
4- ركزي على الحاضر واستمتعي به، وانسي الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلعي للمستقبل وأبعدي عنك التشاؤم وكوني متفائلة دائما.
5- اجلسي مع نفسك، وحاولي اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه، فربما يكون السبب تافها وحقيرا وليس له قيمة لكنك كبرته، وأعطيته حجما أكبر من حجمه.
6- انظري إلى ما أنت فيه من النعم والخيرات، وقارني نفسك بمن حرم من هذه النعم التي حباك الله بها، وبمن هم دونك في كل المستويات.
جمع الله بينكما على خير.