أشعر باكتئاب وقلق ووهن في جسمي منذ أن كنت صغيرة.. فما نصيحتكم لي؟
2014-12-08 00:01:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أعاني من اكتئاب حاد، ومحاولة الدراسة مستحيلة، فأنا غير قادرة على التركيز أو بذل أي مجهود مهما كان صغيرًا، فأنا أعاني من متلازمة القلق وراثيًا منذ أن كنت صغيرة جدًا، فأحيانا كنت أشعر بالضعف والهبوط، وأن قلبي يدق، وأنني سأتقيأ، أقوم من السرير كل يوم بصعوبة، وغير قادرة على عمل أي شيء.
وقد مضى علي 6 أشهر وأنا آخذ سيرترالين 50 ملغ، ثم 100، ثم 150 من غير أي نتيجة، فزدته ل 200 ملغ، ولكن الأرق زاد بشكل قوي، فبدأت بتقليل الجرعة، والآن أتناول هذا الدواء بجرعة 50 ملغ، وأريد أن أوصلها إلى 25 ملغ، ثم أتركه نهائيا، فما رأيك يا دكتور أم أنك ترى شيئا آخر؟
الناس حولي تقول لي بأن أتقرب من ربي أكثر، وأنا أحاول بقدر ما أستطيع؛ لأني دائما أشعر بالتعب والإرهاق، وذاكرتي تشبه ذاكرة السمك، والكل يظن بأني كسولة، ولا أدري ما الحل؟
كما أن الدكتور الذي وصف لي لوسترال لا أستطيع أن أصل إليه، وليس لدي طاقة للخروج من البيت لأبحث عن غيره، فهل تستطيع أن تساعدني يا دكتور؟ فأنا أموت كل يوم، ولا أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جيجي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: كل مشكلة لها حلول -إن شاء الله تعالى- ومشكلتك بسيطة، فلا تنظري إليها بتضخيم وتجسيم، القلق قد يكون طاقة إيجابية إذا جعلناه بالصورة الصحيحة، وقد يتحول إلى طاقة سلبية إذا جعلناه يتراكم ويؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية.
فأرجو أن تكوني متفائلة، أرجو أن تُديري وقتك على أحسن ما يكون، ومن قال لك كوني قريبة من الله تعالى أعطاك خير النصيحة، وأنت أحق بذلك، ومقتدرة -إن شاء الله تعالى- في أن تهتمي بأمور دينك، ورتبي حياتك على أسس صحيحة، النوم له وقت، العمل له وقت، والترفيه عن النفس له وقت، العبادة لها وقت، الرياضة لا بد أن يكون لها نصيبٌ في حياتك، إذًا تفعيل ذاتك من خلال الفعاليات الإيجابية أعتقد أنه علاج أساسي في حالتك.
أعراضك معظمها نفسوجسدية (سيكوسوماتية) وهنالك شعور عام بالإحباط؛ لأن الفكر السلبي قد يهيمن عليك.
أنا أقول لك أن هذا الفكر السلبي فكر مشوه، فلا تدعي له مجالاً ليستحوذ على كيانك -أيتها الفاضلة الكريمة– وحياتك جيدة، وحياتك طيبة، وعملية الإجهاد النفسي والجسدي الذي تعانين منها تحتاج منك لشيء من الدافعية وتغيير نمط الحياة وترتيبه كما ذكرت لك ذلك مسبقًا.
أحسب أنك قد قمت بإجراء الفحوصات العامة، فيجب التأكد من مستوى وظائف الغدة الدرقية، ومستوى الدم، ومستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12) على وجه الخصوص، فهو مهم جدًّا، لأن نقص هذه الفيتامينات كثيرًا ما يؤدي إلى شيء من الضيق في الخاطر، وكذلك الشعور بالكسل والإجهاد النفسي والجسدي، فتأكدي من هذه الفحوصات -أيتها الفاضلة الكريمة- وأتمنى أن تكون أمورك كلها طيبة.
بالنسبة للعلاج الدوائي:
نعم أعتقد أن السيرترالين من الناحية النفسية لن يكون ذا فائدة بالنسبة لك، فأنت وصلت لجرعة محترمة منه، ولكن لا توجد فائدة.
والآن قد بدأت في النقص التدريجي، وهذا أمر جيد، وأعتقد أنك من الآن وأنت تُنقصيه تدريجيًا يمكنك أن تبدئي في تناول دواء آخر، وأنا أرى أن الـ (ديولكستين Duloxetine) والذي يعرف علميًا باسم (سمبالتا cympalta) سيكون دواء جيدًا ومفيدًا بالنسبة لك، ابدئي بتناول جرعة 30 مليجرامًا ليلاً، تناوليه بعد الأكل؛ لأن هذا الدواء ربما يسبب شيئًا من الغثيان البسيط في بداية العلاج، خاصة إذا تناوله الإنسان على معدة خالية من الطعام.
استمري على جرعة 30 مليجرامًا لمدة شهر، ثم اجعليها 60 مليجرامًا ليلاً، وهذه قد تكون جرعة جيدة ومفيدة بالنسبة لك، راقبي نفسك لمدة شهرين وأنت على هذه الجرعة، وإذا لم تتحسني؛ فاجعلي الجرعة 90 مليجرامًا، أو حتى يمكن أن تُرفع إلى120مليجرامًا، ولكن لا تتعدي هذه الجرعة -أي الجرعة القصوى- وأثناء تناولك للدواء قطعًا لو تواصلت مع طبيب فسيكون هذا أمرا جيدا، كما أنك تحتاجين لمضادات الاكتئاب، وأعتقد لمدة سنة إلى ثلاث سنوات حسب تقدمك العلاجي.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأتمنى أن نكون قد قدمنا لك ما يُساعدك.