هل يتأثر الراقي بالمرقي إذا كان مسحوراً؟
2014-12-11 03:12:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
هل يتأثر الراقي بالمرقي إذا كان مسحوراً؟
أرجو الرد بسرعة.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنا وعنكم وعن سائر المسلمين الموحدين كل سوء، وأن يعافينا جميعًا من كل بلاء، وأن يردَّ عنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين وسحر الساحرين وظلم الظالمين، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك من سؤالك: هل يتأثر الراقي بالمرقي إذا كان مسحورًا؟ الجواب: نعم، نعم قد يتأثر وقد لا يتأثر؛ لأن هذا متوقف على عدة عوامل:
العامل الأول: قوة إيمان الراقي.
والعامل الثاني: قوة بدنه، وهذا ما ذكره ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – في كتاب (زاد المعاد) فيما يتعلق بالراقي.
العامل الثالث: قوة التحصين الذي يستعمله الراقي لتحصين نفسه؛ لأن هذا الأمر (السحر) ليس بالأمر الهين، فلعله لا يخفى عليك – ابنِي أمجد – أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سُحر – كما ورد ذلك في الصحاح – وهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما بالك بغيره.
على الأخ الراقي أن يتحصَّن تحصُّنًا قويًّا، وهنالك وسائل لتحصين الراقي والمعالج يعرفها الإخوة الثقات الذين يمارسون هذا الفن عن علمٍ وخبرةٍ، فعليه أن يُحصِّن نفسه بقوة، ويتوجه إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء أن يصرف الله عنه كيد عدوه.
العامل الرابع: ألا ينظر إلى نفسه، وإنما ينظر إلى فضل الله تعالى عليه؛ لأنه قد يُعجب بنفسه نتيجة توفيق الله تعالى له في علاج بعض الحالات، فقد يبتليه الله تبارك وتعالى بدرسٍ وعبرةٍ وعظةٍ، ولذلك عليه دائمًا أن ينكسر أمام عظمة الله وأمام توفيق الله له، وألا ينظر إلى ما أُكرم به من الفضل وما منحه الله تبارك وتعالى من التوفيق، وإنما يخرج من نفسه إلى رضوان مولاه، ودائمًا يعترف لله تعالى بفضله وينكسر بين يديه تعالى، حتى لا يدخله العُجب الذي هو أحد عوامل دخول الشيطان إلى الإنسان.
إن الشيطان يدخل الإنسان في حالات الفرح الشديد، وحالات الحزن الشديد، وحالات الغضب الشديد، وحالات العُجب، فإذا ما أعجب الإنسان بنفسه يدخل الشيطان إليه، وقد يكون هذا الشيطان خادم سحر، وقد يكون شيطان عادي ولكنه لم يُعجبه تصرف الراقي فيُحيق به ضررًا بليغًا سواء كان في نفسه أو في ماله أو في أهله.
هذا وبالله التوفيق.