لدي صديق كثير الأسئلة وأشك أنه يستغلني؛ لأني عندي سيارة
2014-12-29 03:14:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي صديق يكثر من الأسئلة لي، لدرجة أني أتضايق من أسئلته، ودائما يسألني إن كنت خرجت مع أصدقائي أن أعرفه عليهم، ويريدني أن أعرفه على أشخاص لا توجد أي صلة أو اهتمامات مشتركة له معهم!
دائما يحب أن يسألني، ولا يتكلم عن نفسه وعائلته بتاتا، ويعتقد أنه لا يتمكن من الاتصال بأصدقاء بسبب عدم وجود سيارة لديه؛ مما جعلني أشعر بأنه يستغلني لأن لدي سيارة، كيف أتعامل معه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
- للصداقة أخي الحبيب منزلة رفيعة، بل هي من أثمن ما تتميز به تلك المرحلة من حياتك، ويكفي أن تستدل على فضل الصداقة بما أثر عن عمر رضي الله عنه: (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله تبارك وتعالى إن ذكر).
- الصداقة أخي الحبيب لها معايير تقوم عليها أولها: الحب في الله والتآخي فيه، فإذا كان صديقك ممن جمعك به المحبة في الله، فلا حرج عليك أن تصبر عليه، وأن تنصح له.
- قد ذكرت أن صديقك يستغلك لوجود سيارة لديك وقد يكون تفسيرك صحيحا، وقد يكون الشاب لا يقصد هذا النوع من الاستغلال ولكنه يرى أن هذا من واجبات الأخوة والصحبة، لذلك نريد أن تسقط هذا الأمر من حسابك طالما لم يتبين لك المراد بصورة قطعية.
- إن كانت صحبة صاحب تضايقك لأسباب بعينها كما ذكرتها؛ ككثرة أسئلته لك، وتدخله فيما لا يعنيه، ومحاولة فرض نفسه عليك، فإننا ننصحك أن تخبره بذلك عن طريق المعلومة غير المباشرة، كأن تقول له: يعجبني من أصدقائي: من لا يسألني كثيرا، أو من لا يفرض نفسه علي، أو من يتحدث إلي كما أتحدث إليه، ومثل هذه الأحاديث غير المباشرة، توصل المعنى، ولا تسبب مشاكل بينك وبينه.
- نحن نتمنى ألا تخسر صاحبك، بل كن معه كما قال معاوية رضي الله عنه: (لو كان بيني وبين الناس شعرة ما قطعتها) فلا تقطع هذه الشعرة، إذ لن تستفيد من عداوته أو خسارته، ولا توصلها أكثر من حجمها إن كان الوصل يضرها.
- ينبغي أن نعلم جميعا أن الصداقة أخذ وعطاء وبذل من غير منّ، وليست تجارة يحكمها المال أو المصالح، وما تفعله مع أخ لك في الله أجر ذلك عند الله ما دامت الصحبة في الله، فإن آخيته على أخوة لك فإن هذا في ميزان حسناتك، فقد ينتفع من أحدهم أو ينفع أحدهم، وكل هذا تجده عند الله.
المهم أن تتأكد أن صحبته لهم لن تصيبهم بضرر، فأنت أدرى الناس به، وإذا اشتبه عليك أمر ما في حياتك فاستخر الله عز وجل فيه، واعلم أن الله ساعتها لن يسلمك إلا إلى خير.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على طاعته.
والله الموفق.