قسوة أبي أثرت علينا، فساءت تصرفات أخواتي
2015-01-04 03:25:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمي عبد الله 20 عاماً، لي أختان، الأولى أكبر مني والأخرى أصغر.
منذ صغرنا ونحن مشتتون؛ لانفصال أمي عن أبي، بعد الانفصال جلسنا مع أبي، وهو من النوع المتزمت بجهل في الدين، كان يرغمنا بالعنف على الصلاة، والبنات في سن صغيرة على الحجاب، لم يصاحبنا ولا يكافئنا على أي خير نعمله، مع ضربه لنا ضربًا شديدًا، وعلى أتفه سبب.
أبي أيضًا بخيل حتى ولو في الطعام، مع أنه مهندس مقاول كبير، وتاجر مليونير، كنا نهرب إلى أمنا كثيرًا في صغرنا، وكان متزوجاً قبل أمي وانفصل أيضًا بسبب ضربه لها وبخله، وترك أيضًا ولدين منها، كبرنا وتدريجيًا جلسنا جميعًا مع أمي، مع رفض أبي التكفل بنا بحجة أننا لا نطيعه، مع أننا جميعًا نزوره ونكلمه هاتفيًا.
أخواتي البنات كرهن الدين، كرهن الالتزام، كرهن الحجاب الشرعي، من الضيق فكرن بالعمل؛ ليحصلن على المال، وأصبحن يحدثن الشباب، وتطورن وأصبحن يغلقن الباب على أنفسهن في غرفتهن، ويدخن السيجار، ودائمًا أغاني، وأنا أخاف أن أفعل شيئًا يزيد الأمر سوءًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdallh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدي البنات، ويصلح الأحوال، وأن يرد الوالد إلى الصواب؛ حتى يلتفت إليكم، ويبذل لكم الأموال، ونسأله بفضله أن يحقق لكم الآمال.
لقد أسعدنا وأعجبنا اهتمامك بدين أخواتك واغتمامك لما وصل إليه الحال، ونؤكد لك ولهن: أن تقصير الوالد لا يبيح لهن التقصير، وأن الذي فرض الصلاة والحجاب هو الله سبحانه، وسوف يحاسب الوالد على تقصيره، ويحاسبنا جميعًا على ما فعلناه، وكل ذلك محفوظ في كتاب {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربك أحدًا}
وأنت -ولله الحمد- في عمر يؤهلك لفعل الكثير تجاه الوالدة وتجاه الأخوات وتجاه الوالد، فكن عونًا للجميع، وناصحًا للجميع، وأطع أمك، ولا تعص أباك، وعامل الجميع بالحسنى، واقترب من الوالد واستمع إلى ما يريده، واسع في كسر الحاجز الوهمي الذي يفصلكم عنه، فهو الأب، وسيظل أباً وأنتم بحاجة إليه، ولن يستغني عنكم، وغدًا سوف يضعف، وليس له بعد الله إلا أنتم،
ورغم مرارة البخل إلا أن الفوز منه بالقليل خير من حرمان أنفسكم منه ومن أمواله، واحرص على أن تحترمه كأب، وتصبر على توجيهاته، ولا تقصر في بر الوالدة، والمبالغة في إكرامها.
نحن سعداء بك، وعلى قناعة أنك تستطيع أن تفعل الكثير، فبادر وتواصل معنا؛ فنحن لك عون بعد الله.
وهذه وصيتنا لكم: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إلى الله، واعلموا أن قلب الوالد وقلوب العباد بين أصابعه، يقلبها ويصرفها.
وفقكم الله، وسدد خطاكم، وحفظكم وتولاكم.