الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي تعاني منه هو يُسمى بالرهاب الاجتماعي الظرفي، والبعض يُحب أن يُسميه بقلق الأداء، أي أنه مرتبط بأداء معين، هذه الحالات علاجها ليس صعبًا أبدًا.
لا تخاف من الخفقان الذي يحدث في قلبك، فهو عملية فسيولوجية لحماية الجسم وجعله أكثر استعدادًا للمواجهة، فالذي يحدث أن بعض الأشخاص الحسَّاسين أو الذين لديهم تجارب مخاوف في الصغر، حين يُواجهون أي موقف أو جماعة يحدث إفراز متزايد لمادة تسمى بالأدرينالين (adrenaline)، وهي تُفرز عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي، هذه المادة تُنشِّط القلب، وتجعله يَضُخّ الدم بكمية كبيرة ليزيد من ارتواء الأعضاء الجسدية بالأكسجين، حتى تكون فعّالة؛ لأن المواجهات – كما يقولون – تتطلب إما أن يهرب الإنسان أو يُقاتل، إذا واجهك الأسد فليس أمامك إلا أن تُقاتله أو تهرب منه.
هذا هو الذي يحدث عند هذه المواجهات، وأريدك أن تطمئن. حين تفهم العملية الفسيولوجية المرتبطة بالمخاوف هذا يُساعدك كثيرًا.
الأمر الثاني: لا ترهب، الناس كلهم سواسية، كأسنان المُشط الواحد، وليس هنالك إنسان أحسن من الآخر، نحن نحترم من هم أكبر منا، أساتذتنا، زملائنا، ونقدر ونُنزل الناس منازلهم، لكن ليس لدرجة الرعب، هم بشر ونحن بشر، يأكلون ويشربون، وينامون ويستيقظون، ويذهبون إلى دورات المياه، ويمرضون ويموتون، وهكذا الحياة. غيِّر مفاهيمك هذه أيها الفاضل الكريم.
بالنسبة للتحدث مع الفتيات حتى وإن كان على النطاق الرسمي – كما يقولون – هذا الأمر لا يخلو من شيء من الخلل، أنا لا أقول لا تتحدث مع الفتيات ما دمت منضبطًا انضباطًا شرعيًا مُلزمًا، وما دام الأمر يدعو إلى ذلك ضروريًا، لكن حاول أن تظهر على عفويتك وطريقتك، ولا تبتذل أو تتصنَّع الأمور، هذا مهم جدًّا.
نقطة أخرى: أنا أؤكد لك أن ما تحسُّ به من خفقان وتفاعلات فسيولوجية لا أحد يحسُّ بها أبدًا، هي تجربة خاصة بك أنت، ولا أحد يشعر بها.
أريدك قبل أن تُفكِّر في الدواء أن تُطبق ما ذكرته لك، وعليك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، ارجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015)، طبق التعليمات والإرشادات التي بها، وسوف تجد أن فيها فائدة كبيرة جدًّا.
ممارسة الرياضة علاج مهم لقلق الرهاب أيَّا كان نوعه، الذهاب إلى حلقات القرآن، والصلاة مع الجماعة في المسجد علاجٌ ناجع وفاعل للرهاب الاجتماعي، وأن تكون لك فعالية داخل المنزل، تأخذ مبادرات، تكون نشطًا، تُكثر من كل ما يجعلك تكون بارًا بوالديك، هذه -إن شاء الله تعالى- خوذة حديدية تحميك -إن شاء الله تعالى- من كل خوف.
أيها الفاضل الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات دواء جيد وفاعل وسوف يُساعدك، وبما أن عمرك عشرون عامًا لا بأس من استعماله، ابدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
وهنالك عقار آخر يعرف تجاريًا باسم (إندرال Inderal)، ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) إذا لم تكن لديك حساسية في الصدر أو ربو، لا مانع من استعماله، حيث إنه يتحكّم تمامًا في سرعة خفقان القلب، وجرعته هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تأخذ ما ذكرته لك من إرشاد بصورة متكاملة، ولا تعتمد فقط على الدواء، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.