معاناتي مع القولون العصبي مستمرة منذ 10 سنوات.. ساعدوني
2015-02-11 22:55:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أطبائي الكرام: أعاني منذ عشر سنوات من قولون عصبي شديد جدًا طوال العام، وطوال اليوم لا يهدأ ولو للحظة واحدة دومًا غازات في البطن، وأصوات، وخفقان شديد، وإحساس بالتعب من أقل مجهود، وأرق دائم، ووخزات في الصدر، ونوبات إمساك، وإسهال وبواسير، وتوتر، وهذه الأعراض مستمرة طوال اليوم، بالإضافة إلى حساسية صدرية، وأنفية شديدة، وضيق في التنفس مستمر طول العام، وكل اليوم حتى استحالت حياتي جحيمًا، ولا أستطيع الذهاب إلى العمل، أو خارج البيت؛ لأن الأعراض تصبح أكثر حدة, وحاولت أن أقنع نفسي بأنها مجرد أوهام، ولكن هي حقيقية، وأثرت على حياتي جدًا، دائمًا مرهق وخامل وقلبي يخفق بشدة وأعاني من نوبات هلع يومية، وخوف دائم، ومستمر.
مع العلم أني فحصت قلبي، ومستوى الأكسجين في الدم، وكل الفحوصات سليمة، وقالوا لي: إنه ليس ربوا، وليست هناك مشكلة في القلب، أرجو أن تساعدوني, وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل أعراض القولون العصبي تؤدي إلى الشعور بالإجهاد النفسي والجسدي، وهذا يتمثل في شكل إرهاق وخمول، والقولون العصبي مرض مزعج، لكنه ليس خطيرًا أبدًا، وكثيرًا ما يكون مرتبطًا ببعض التوترات النفسية البسيطة، والتي لا يشعر بها صاحبها أبدًا، والعلاج الرئيسي للقولون العصبي يتمثل في تغيير نمط الحياة.
وأنت لديك أعراض أخرى، هي: حساسية الصدر والأنف، وضيق التنفس، والذي أرى أن سببها هو القلق النفسي أكثر من أي شيء آخر.
تغيير نمط الحياة في حالتك يعتبر أمرًا مهمًّا وضروريًا، وأهم ما يجب أن تُضيفه لحياتك هو البدء في ممارسة الرياضة، والاستمرار على ذلك، مع ضرورة النوم المبكر، وتجنب النوم النهاري، وعدم الكتمان؛ لأن التفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات بصورة مباشرة حتى لأمور بسيطة يفيد الإنسان كثيرًا.
وأن تكون متواصلاً اجتماعيًا، هذا أيضًا مهم، أن ترفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل ومباح، وأن تكون لك أهداف، أهداف مستقبلية بعيدة المدى، وأهداف قريبة المدى وأهداف متوسطة المدى، وهكذا، هذا ينتشلك من كثرة التفكير حول الأعراض النفسوجسدية.
فإذًا هذه هي الطريقة العلاجية الأساسية، تغيير نمط الحياة.
وبالنسبة للطعام: حاول أن تتخيَّر الأطعمة التي تراها لا تُهيج عليك القولون.
بقي بعد ذلك أن تتناول أدوية بسيطة ومفيدة، عقار يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid)، ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) أعتقد أنه عقار مفيد جدًّا، والجرعة المطلوبة هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – في الصباح لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
يُضاف إلى الجنبريد عقار يعرف تجاريًا باسم (دوسباتالين Duspatalin) بجرعة أربعين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم التوقف عنه، وبعض الناس أيضًا يستفيدون من الأدوية المضادة للاكتئاب والمُحسِّنة للمزاج مثل: الـ (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، لكن أعتقد الدوجماتيل سيكون جيدًا جدًّا في حياتك إذا أفلحت وغيّرت نمط حياتك.
وأنصحك أيضًا بأن تُراجع طبيب الرعاية الصحية الأولية مرة واحدة كل أربعة أشهر مثلاً، من أجل إجراء الفحوصات الطبية العامة، هذا يجعلك مطمئنًا جدًّا، ويُوقف لديك الإلحاح بأن تُكثر من مقابلة الأطباء.
أخِي الكريم: اجتهد في عملك، اجتهد في عبادتك، وكن إيجابي التوجُّه في الحياة، هذا أيضًا علاج مهمّ جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.