بعد انتهاء الحرب أصابتني أعراض مختلفة، أفيدوني

2015-02-12 00:29:27 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في مقتبل العمر، عمري 21 سنة، حالتي بدأت بعد انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، حيث أنني أسكن في غزة، بدأت أعاني من أمراض في الجلد، وأعراض، مثل: الإرهاق، وضعف الجسم بالكامل، والشعور بالتنميل في القدم، والكسل والخمول، وشعور بضيق في التنفس، واضطراب في عضلات الجسم، وارتفاع درجات الحرارة، وانخفاضها أحيانا، وحدوث رفة في القلب، وفقدان الوزن، والتعصب، والقلق والتوتر، وآلام في أسفل الظهر، وصداع، والشعور بالدوران، وعدم التركيز، حيث أنني كنت قبل الحرب بصحة جيدة، وأمارس الرياضة بكل تركيز وثقة، أما بعد انتهاء الحرب على غزة بدأت أشعر بكل الأعراض التي ذكرتها.

أتمنى منكم أن تفيدوني، وشكراً لكم.

---

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdaslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: تفاعلك هو تفاعل وجداني إنساني، فما يحدث في غزة يُسبب الألم للجميع، الألم النفسي، الألم الوجداني، ونسأل الله تعالى أن يُفرِّج عن أهلنا في غزة الهموم والغموم والكُرب، وأن يهلك عدونا وعدوهم {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}.

أيها الفاضل الكريم: أعراضك هذه نفسُ جسدية أو (نفسوجسدية) أو (سيكوسوماتية) والذي حدث لك نسميه بعصاب ما بعد الصدمة، حيث إن هول الحرب كان فظيعًا، والناس تختلف في درجة تحملها، وأعراضك هذه من الواضح أنها أعراض تجسيدية أو ما يُسمى بالجسْدنة، وهو أن الحدث النفسي ينتج عنه أعراض جسدية كالذي تعاني منه.

الأمور في غزة يجب أن تُفهم بأن التعاضد والتكاتف، وأن ما يقع يقع على الجميع، هذا يجب أن يعطيك شعورًا نفسيًا قويًّا، شعورًا إيجابيًا، ويحفزك لأن تكون أكثر ثباتًا، هذا مهم جدًّا أيها الفاضل الكريم، وبالرغم من هذه المعاناة اجعل لحياتك هدفًا، ونظَّم وقتك، ولا تعطِّل حياتك أبدًا، وكن مساهمًا إيجابيًا في أسرتك وفي مجتمعك.

ممارسة أي نوع من الرياضة أيضًا سوف تساعدك، والنوم المبكر والاستيقاظ المبكر مهم جدًّا، والصلاة مع الجماعة، الدعاء والذكر، هذا كله -إن شاء الله تعالى– يبعث فيك طمأنينة، ويزيل عنك هذه الأعراض التي تعاني منها.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لعلاج دوائي، هنالك دواء يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) يأتي من مصر، وجرعته هي حبة صباحًا ومساءً، أرجو أن تتناوله لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة مساءً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، وتناول معه عقارا آخر يعرف تجاريًا باسم (تربتزول Tryptizol) ويسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline) وعرفتُ من بعض الإخوة الذين ذهبوا إلى غزة أنه متوفر، هو دواء قليل التكلفة جدًّا، وجيد، ويُحسِّنُ المزاج، ولا يزيد الوزن، ويُقلل التوترات.

جرعة التربتزول هي خمسة وعشرون مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويا أيها الفاضل الكريم: لو كان هناك إمكانيات أن تُجري فحوصات طبية عامة فأرجو أن تقوم بذلك، فحوصات التأكد من مستوى السكر في الدم، وقوة الهيموجلوبين، ووظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكبد والكلى، والفحوصات المشابهة، هذه فقط من أجل أن تطمئن، وأرجو أن ترجع لممارستك للرياضة، هذا مهم جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.