الخوف والقلق دمرا حياتي!
2015-03-03 01:52:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف من أين أبدأ، وكيف سأشرح مشكلتي.
أنا إنسانة اجتماعية أحب أن أخالط الناس، وأتعرف على أناس كُثر، وأصدقائي كثيرون، وعلاقتي مع دكاترة الجامعة جميلة، ولكن أعاني من خوف وقلق مستمر، لا أدري متى بدأت هذه الحالة معي، ولكن تطورت كثيرا في الجامعة.
بحثت عن العلاج، فبدأت بالعلاج السلوكي في مقابلة الناس وإلقاء الكلمة، فلم تُجدِ؛ فوجهي يحمر، ويرتعد صوتي، ولا أستطيع القراءة من الورقة، وقلبي ينبض بشدة، ونَفَسي يضيق، فأصبحت أقرأ سورة البقرة كل يوم فخفّت الحالة، ولكنها ما زالت موجودة.
أمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء -علماً بأنني نحيفة، ونحفت أكثر- وأيضاً لم تجدِ؛ فما زالت الحالة موجودة، تمنيت أن أذهب إلى طبيب نفسي فلم أستطع؛ بسبب الظروف المحيطة بي.
قرأت في موقعكم عن دواء السيروكسات، فسألت الله أن يجعله شفاءً لي، ويخلصني مما أنا فيه، وعندما تناولته خفت الحالة تقريباً 40٪ ثم تركته.
الآن ازداد الوضع سوءًا؛ مما جعل الخوف يتغلغل داخلي، وينتشر في أرجائي.
استخدمت الزناكس عند اللزوم، ومع ذلك لا فائدة.
لا أعلم لما هذا الخوف؟ وما الذي يدعو إلى اضطراب كل هذه المشاعر والرجفة والاحمرار والتلعثم والتعرق؟
لقد سئمت من هذا الشعور، وتعبت من رحلة العلاج الطويل التي دامت سنتين ونصف، فهل يوجد هناك حل لمشكلتي؟
تعبت من العلاج السلوكي، ومن تناول العقاقير، ومن الرقية الشرعية، ومن تمارين الاسترخاء، ومن التمارين الرياضية، فإذا كان هناك حل لديكم يقتلع هذه المشكلة من جذورها فأخبروني به.
لقد سئمت الحياة، ووالله ثم والله إنه لا يمنعني من الانتحار إلا خوفي من الله، ثم من دخول جهنم، فأنا لا أريد أن تضيع مني الجنة! كما ضاعت مني دنياي!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
مشكلتك -إن شاء الله تعالى– أبسط مما تتصورين.
وصفك واضح جدًّا، وكل الأمور -إن شاء الله تعالى– جيدة، فقط أزعجني توجهك السلبي جدًّا، والتشاؤمي، والكلام عن الانتحار، وأنك قد تعبت من كل شيء حتى من العلاج السلوكي، لا، هذا توجُّه خاطئٌ جدًّا، توجُّه سلبيٌ جدًّا، ونعرف أن المخاوف يمكن أن تغلب صاحبها حتى تقنعه وبصورة وسواسية جدًّا أنه لا جدوى من أي شيء، لكن هذا ليس صحيحًا أبدًا.
أنا أريدك أن تكوني مستبشرة، أن تكوني نيِّرة، أن تكوني إيجابية، وهذا هو الذي يجب أن يكون طريقك، كل الذي تعانين منه هو نوع من القلق والخوف والرهاب الاجتماعي الظرفي، وليس أكثر من ذلك، فأنت لست منطوية بطبيعتك، شخصيتك شخصية تواصلية، شخصية اجتماعية، وهذا سوف يساعدك كثيرًا.
المبدأ العلاجي الرئيسي هو:
1) تحقير المخاوف.
2) إزاحة المخاوف من الفكر واستبدالها بفكر مخالف لها تمامًا –وهذا ليس بالصعب-.
3) تغيير نمط الحياة.
العلاج السلوكي هو من أجمل ما يمكن أن يُدخله الإنسان على نفسه؛ لأنه تغيير لنمط الحياة، والإنسان يستطيع أن يفعل ذلك، أن أفكّر إيجابيًا، أن أخترق مخاوفي، أن أحقرها، أن أتواصل اجتماعيًا، أن أرتِّب حياتي، أن أجعل لها معنى، أن تكون لي أهداف، أن أنام مبكرًا، أن أكون قريبًا من الله تعالى، أن أمارس الرياضة، أن أكون بارًا بوالديَّ ... هذا هو نمط الحياة الإيجابي، والذي يزيل عنا المخاوف.
وبالنسبة للعلاج الدوائي:
هذه المرة –أيتها الفاضلة الكريمة– أريدك أن تتناولي الــ: (زولفت Zoloft) أو ما يعرف تجاريًا باسم: (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) وهو قريب جدًّا من الزيروكسات، لكن التوجه التشاؤمي الوسواسي المصاحب للمخاوف تكون الاستجابة للزولفت أفضل.
ابدئي بجرعة 50 مليجرام (حبة واحدة)، يمكن تناولها لمدة شهرين، ثم اجعليها حبتين ليلاً –أي 100 مليجرام– استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة ليلاً لمدة 6 أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل 3 أيام لمدة 3 أسابيع، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء رائع، الدواء سوف يساعدك كثيرًا، نسبة التحسُّن لن تكون أقل من 90% من وجهة نظري، إذا استصحبت العلاج الدوائي بتغيير نمط الحياة على أسس سلوكية إيجابية جديدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.