كيف أتأقلم مع زوجي الذي يعاني من الضعف الجنسي؟
2015-02-22 01:49:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة أبلغ من العمر 26 سنة، وزوجي 29سنة، متزوجه منذ سنتين، ولدي طفل، وزوجي بعد ولادتي بطفلي صار يعاني من الضعف الجنسي؛ بسبب ممارسته للعادة السرية، وإذا تكلمت معه في الموضوع يستاء ويطلب مني أن أغلق الموضوع؛ فهو خجول جدا، ولا يحب الكلام في هذه الأشياء.
هل استمرار الحياة معه بهذا الشكل أمر طبيعي، وعدم مناقشته في الموضوع مراعاة لمشاعره، أم أنا مخطئة فيما أفعل؟ علما أنه لا أحد من أهلي أو أهله يعلم بالموضوع، ولن أخبرهم حفاظاً على بيتي وأسرتي، فزوجي خلوق جدا، وطوال مدة الزواج لم يرفع صوته علي، ولم يرفض لي طلبا، وما دخل البيت إلا مبتسماً، وكريم جدا، ويحبني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من حقك كزوجة أن تحصلي على المتعة الجنسية الكاملة، من خلال جماع طبيعي وسوي مع زوجك، ولا يعني هذا جرح الزوج أو هدم البيت، بل على العكس نثمن جداً حرصك على مشاعر الزوج وعلى أحاسيسه، ولكن أيضاً ليس من المنطقي وجود مشكلة جنسية محددة لدى الزوج ويتم التغافل عنه، فأنت صغيرة وفي مقتبل حياتك الزوجية، وهذا حقك في المتعة الكاملة، لذا أجد ضرورة الحديث مع الزوج بهدوء وتريث وتوضيح، أن لك مطالب وحقوق شرعية وزوجية ونفسية، على الزوج إشباعها لديك، ولا عيب ولا حرام في ذلك.
وأن على الزوج أن يعرض نفسه على طبيب ذكورة للفحص والتشخيص، وعليك بالصبر وتكرار السؤال والطلب دون مشاكل مع الزوج، ولا تتحدثي لأحد مطلقاً في هذا الأمر؛ حتى لا يتم إحراج الزوج.
لكن ليس منطقياً السكوت عن هذا الأمر والتغاضي عنه؛ لأنه سيأتي وقت قد لا تتحملين، وسيؤثر ذلك على العلاقة النفسية الاجتماعية مع الزوج بمرور الوقت.
والله الموفق.
-------------------------------------------
انتهت إجابة: د. إبراهيم زهران -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة-،
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
------------------------------------------
مرحبًا بك -أختنَا الكريمةَ- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ثناءك على زوجك وإنصافه والاعتراف بفضله وحسن خلقه.
ما وصفته – أيتهَا الأخت الكريمةَ – من خِصال زوجك نرى أنه من نِعَمِ الله تعالى عليك التي تستوجب شكرًا لله تعالى، ومن الشكر المحافظة على هذه النعمة، والعمل على بقائها واستمرارها، وهذه المشكلة التي ذكرتيها هي مشكلة حقيقية، وقد أفادك الأخ الدكتور إبراهيم بأن أشار عليك بكيفية التغلب عليها، وذلك بأن يتوجَّه زوجك لمداواة نفسه، وهذا لا عيب فيه ولا حرج.
ولكن نصيحتنا لك – أيتهَا الأخت الكريمةَ – أن تبدئي أولاً بالتعرُّفِ على أسباب هذه المشكلة، فإن معرفة الأسباب جُزءٌ أكيد من الحل، وقد أشرت أنت إلى أن من الأسباب لجوءه للاستمناء، وينبغي أن تبحثي عن البواعث التي تبعثه على ذلك، واحرصي كل الحرص على ألا تكوني أنت جزءًا من تلك الأسباب - أعني في تصرفاتك – فربما أنك تقعين في بعض مظاهر الإهمال لنفسك، أو عدم المبالغة فيما يُحب الزوج ربما أن تكوني عليه، ولا يجرؤ على أن يتكلم إليك، لا سيما وقد وصفته أنت بأنه خجول جدًّا.
فاحرصي أنت - بارك الله فيك – على أن تكوني مُثيرةً له في ملبسك، وفي هيأتك، وحاولي أن تتقربي منه في أوقات هدوئه، وأن تتعرفي منه على ما يُحب أن يراه من زوجته، فربما كان هذا السلوك سببًا في إقباله عليك ورغبته فيك.
خذي الأمور برفق مع الزوج، وأظهري له حرصك على راحته وسعادته، وفعل ما يُحبه، وأنك تجدين منه ما تتمنينه منه، إلا أنه ينبغي له أن يهتم بجانب آخر أنت تحتاجين إليه، وهو المعاشرة، وربما كان هذا الفتور لأمرٍ خارجٍ عن إرادته، فيحتاج إلى عرض نفسه على الطبيب.
بمثل هذه الأساليب الرفيقة الليِّنة التي تُجنب زوجك الوقوع في الحرج والخجل، ربما يتجاوب معك ليتغلب على مشكلته هذه.
نحن نؤكد – أيتهَا الكريمةَ – صِحَّة ما وفقك الله تعالى له من أنك تحرصين على سلامة بيتك، وعلى ألا تنقلي هذا الأمر لأحد من الناس، فإن ذلك قد يؤدي إلى هدم البيت وتشتيت الأسرة، أو على الأقل سيؤدي إلى تغيُّر معاملة الزوج لك، وفقد كثير من المودة والحب والاحترام، فاحرصي على ألا يخرج هذا الأمر في معالجته عنك وعنه، وتقربي من زوجك أكثر، وحاولي أن تكوني محل ثقته، حتى يبوح لك بما يُعانيه.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يُصلح شأنكما.