أشكو من الألم في صدري الأيسر وأخاف من المرض
2015-02-18 03:35:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب موقعكم كثيراً، وجزاكم الله خير الجزاء في الدارين.
لا أعلم كيف أطرح مشكلتي، أنا أشعر بالألم في صدري الأيسر وبشكل دائم، ويظل الألم لفترة طويلة في بعض الأيام، وفي بعض الأيام يكون عادياً ولا أشعر فيه، أنا خائفة جداً من المرض، مع العلم بأن المرض مقدر ومكتوب من الله، ولا يجب أن أخاف منه.
قررت اليوم الذهاب إلى المستشفى، ولكنني مرعوبة وخائفة من التشخيص؛ لأنني اكتشفت في الأمس لأول مرة شيء قاسي وغريب، هذا الشيء هو مصدر الألم، لا أعلم ماذا يجب أن أفعل حتى أتجنب الخوف؟ فتفكيري منحصر في الأمور السلبية.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Areej حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أنا لم أقم بفحصك، ولن آخذ منك أي معلومات إضافية حول حالتك، لكن الذي أوردته يكفي تمامًا، وأنا أقول لك وأنا -إنْ شاء الله تعالى- على درجة عالية جدًّا من اليقين والثقة، بأن الذي بك هو أمر بسيط جدًّا، هذا الألم في الصدر من الناحية اليسرى غالبًا ما يكون ناتج من انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات العضلية قد يكون سببها شيء من القلق أو التوتر، أو لأي سببٍ آخر مثل الرطوبة البسيطة، أو النوم في وضعية خاطئة، هذا كله يؤدي إلى الانشدادات العضلية.
فالأمر يحدث للناس، وهو في غاية البساطة، فلا تخافي، وهذا ليس دليلاً على غضب الله تعالى، على العكس تمامًا، إذا أحب الله عبدًا ابتلاه، وأشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وأذكرك بسيدنا أيوب عليه السلام {ربِّ إني مسَّني الضُّر وأنت أرحم الرحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضُرٍّ}.
أمرك بسيط، وأرجو أن تذهبي إلى المستشفى؛ لتقومي بإجراء الفحوصات العامة، وأنا متأكد أن النتائج سوف تكون طيبة ورائعة جدًّا، وفي نهاية الأمر ربما تحتاجين لعلاجات بسيطة، مثل: الأدوية التي تؤدي إلى استرخاء العضلات، أو إزالة القلق، ولن تحتاجي إلى الدواء لفترة طويلة.
أيتها الفاضلة الكريمة: عيشي الحياة بصورة طبيعية، توكلي على الله، اسألي الله تعالى أن يربط على قلبك، وأن يُنزل عليك السكينة والطمأنينة، واحرصي على صلاتك، احرصي على الدعاء، احرصي على الأذكار الصارفة لسيء الأسقام، وكوني إنسانة فعّالة، فعّالة بكل معنى الكلمة، والإنسان الفعال هو الذي يُحسْنُ إدارة وقته، ويطور مهاراته، وتكون تطلعاته عالية جدًّا، ولديه خطط مستقبلية، ولديه الآليات والأدوات التي تُوصله لتلك الأهداف والخطط، وفي نهاية الأمر هو إنسان نافع لنفسه ولغيره، وهذه هي الحياة.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.