عوائق الخطبة .. وأثرها النفسي على الفتاة
2004-04-22 01:02:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا ولله الحمد قد أنعم الله علي بنعمٍ كثيرة، فأنا ملتزمة، وعلى قدرٍ كبير من الجمال، ومثقفة، وقد تقدم لخطبتي الكثير، ولكن في كل مرة يحدث شيء يعيق هذه الخطبة.
وفي الآونة الأخيرة بدأ البعض يقول: إنه يوجد سحر، ولكنني لم أقتنع بهذا الكلام وتركت الأمر لله، ولكن حالتي النفسية بسبب هذا الأمر بدأت تسوء، وأنا أستعين على ذلك بالذكر والقراءة والصبر، فأرجو أن تفيدوني في هذا الأمر، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ مها حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به وبعد:
فإن كل شيء بقضاء وقدر، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، ولكل أجل كتاب وسوف يأتيك رزقك بإذن الله في الوقت الذي أراده الله وقدره سبحانه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
واحمدي الله كثيراً واشكريه على نعمه الكثيرة، والشكر هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافاً، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، ومن شكر النعم العمل بالطاعات.
((اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ))[سبأ:13]. وقد أسعدني قولك: (وأنا أستعين على ذلك بالذكر والقراءة والصبر)، فهذه هي أسلحة المؤمن التي يواجه بها كل الشرور، فواظبي على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة والمعوذتين، واحرصي على الطاعات، والمؤمن الذي يطيع الله ويذكره لا يصاب بالسحر ولا بالعين، وإن أصيب بشيء من ذلك فسوف يكون الأثر ضعيف جداً، وهذا من حفظ الله لأوليائه.
ولا شك أن السحر له وجود وحقيقة، ولكنه لا يؤثر إلا بتقدير الله، قال تعالى: ((وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[البقرة:102]، والساحر كافر والعياذ بالله، والمؤمن يعالج نفسه بنفسه، ولا بأس من طلب الرقية من صالحة تخاف الله، وذلك بعد التأكد من هذا الأمر، فقد يكون السبب في انصراف هؤلاء الخطاب سبب دنيوي معروف، واستعيني على قضاء حوائجك بالكتمان، وأكثري في اللجوء إلى الله، وأرجو عدم طلب العلاج من الدجالين والسحرة الذين لا همّ لهم إلا أكل أموال الناس، والخيط رفيع بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن.
ومن علامات المعالج المؤمن التزامه بشرائع الإسلام الظاهرة وحرصه على نظافة مظهره ومكانه، واستخدام القرآن والهدي النبوي في العلاج، فمن شروط الرقية أن تكون بلغة واضحة مفهومة، وأن تكون من الكتاب والسنة، بخلاف الدجال الذي يسأل المريض عن اسم والدته، ويطلب طلبات غريبة يلبي بها رغبات الشياطين الذين يعبدهم من دون الله، وربما جلس في مكان مظلم وانفرد بالنساء، وتغيب عن بعض الصلوات، وقد يقرأ القرآن منكوساً.
فلا يحملنك تأخر الخطاب على الدخول في نفق الدجل المظلم، واستعيني بالله واصبري، وأبشري فإن مع العسر يسراً.
وبالله التوفيق.