أنزعج من تصرفات والدي، وأخاف من الإغماء
2015-03-06 22:57:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل أعيش مع عائلتي -ولله الحمد-، لكن هناك من يرفع ضغطي، والدي بعض الأحيان حينما يراني آكل شيئا يقول: هذا يسبب لك تسمما في بطنك، أو إلخ، أو الأندومي حينما يراني آكله لا يقول: بالعافية، بل يقول: هذا يسبب هشاشة العظام، ويعلقها بالمشيئة، وهذا يسبب لي حالة من التوتر والقلق، لا أرتاح عندما يجلس في البيت، علما أن والدي عاش يتيما، وتربى يتيما، وعمره الآن 71 عاما، وأخاف من كلامه ودعائه.
الأمر الثاني: كان يلازمني في بعض الأوقات صداع ودوخة، وحقيقة الأمر أني أخاف من شيء اسمه الإغماء، وقد سبق أن خوفني أحد الأصدقاء حينما سقط طفل على الأرض في طابور الصباح، ومنذ ذلك اليوم لم تذهب فكرة الإغماء من ذاكرتي، فأخاف جدا، وبعض الأحيان أقول: الآن سيغمى علي، خاصة إذا لم أفطر لا أكون مرتاحا، هذا كان في السابق، وأما الآن سواء أفطرت أو لم أفطر لا أرتاح، لكن أرجو أن أتحسن في الأيام القادمة -إن شاء الله-.
الأمر الثالث: لدي شعر خفيف جدا في الشارب والذقن، وأريده أن يكثر، فهل من علاج فعال ومجرب؟ أعلم أنه لا يوجد علاج يخلق شعرا أو ينبته أصلا، لكن أقصد علاجا يفتح مسامات الشعر. وفي الأيام القادمة -إن شاء الله- سيكثر الشعر.
ما فائدة الأشعة للرأس؟ وما فائدة تحليل الدم الشامل؟ هل يظهر جميع الأمراض في الجسم؟ عافانا الله وإياكم من الأمراض الخطيرة، وأطال الله أعمارنا في طاعته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولاً: نقول لك: هنيئاً لك بوجود باب مفتوح للجنة، وهو طاعة وبر الوالد في هذا العمر. فتحمله، واصبر على ما يقوله أو يأمرك به؛ فأنت مأجور عليه إن شاء الله.
وحاول -أخي الكريم- بقدر ما تستطيع أن تتجنب كل ما يثيره أو يجعله ينتقدك في كل مرة، ولا تأخذ تعليقاته على تصرفاتك مأخذ الجد، بل تعامل معه بدبلوماسية، وتذكر دائماً أنه والدك، ويريد لك الخير، وتذكر أنه عاش في زمان غير زمانك، فله تصور للحياة يختلف عن تصورك لها، فالتمس له العذر في ذلك.
ثانياً: موضوع الخوف أو توقع حدوث الإغماء المفاجئ ليس له دليل يستند عليه، فهو مجرد توقع كاذب، ولكنك شغلت به عقلك، وجعلته في دائرة اهتمامك وتركيزك بطريقة مبالغة.
اعلم -أخي الكريم- أن تلك التجربة التي شاهدتها في الطفولة خاصة بشخص معين ليس أنت، فذاك له خصائص وظروف وعوامل جسمية ووراثية ونفسية تختلف عنك. هذا الإغماء الذي حدث لم يتأثر به إلا شخص واحد، وليس كل تلاميذ المدرسة، وقد مضى الأمر في وقته، ولم تتكرر هذه الحالة فيما بعد، فلا تلبس ثوباً غير ثوبك، فلكل فرد تجارب مرضية ليس بالضرورة أن تنطبق على الآخر، ولكل فرد ابتلاء أو امتحان من الله تعالى ربما يختلف من شخص لآخر.
احمد الله الكريم على نعمة الصحة والعافية، وكن متفائلا، فبالشكر تدوم النعم، وبالدعاء يرفع البلاء، هكذا علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
والخوف من وقوع الخطر أحياناً يكون أمرّ من وقوع الخطر نفسه، فاستمتع -أخي الكريم- بحياتك، وعش الحاضر، وانس الماضي وما فيه من أحداث، ولا تنشغل بما سيحدث في المستقبل، فإنه لم يأت وهو ليس بأيدينا.
انظر -أخي الكريم- إلى الفترة الزمنية التي مرت منذ حدوث الحادثة، لم يحدث لك فيها شيء، وأنت صحيح معافى، ولكن نقصت سعادتك بسبب الهواجس والقلق التوقعي الذي ليس له دليل ولا برهان.
حاول الانغماس في نشاطات اجتماعية وثقافية ورياضية تنسيك هذه الأفكار السلبية، وضع لك أهدافا واضحة في حياتك، واجتهد في تحقيقها؛ لكي تستثمر عمرك بطريقة أمثل.
متعك الله بالصحة والعافية، وأكسبك رضا والديك.
++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ علي أحمد التهامي استشاري نفسي إكلينيكي.
وتليها إجابة د/ سالم الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
++++++++++++++++++++++++++++
أخي الكريم: في موضوع الشنب والذقن لم توضح كم عمرك الآن؟ وهل بقية علامات البلوغ الأخرى مكتملة لديك مثل: شعر العانة، والإبطين، وحجم الأجهزة التناسلية الخارجية، وميولك إلى الجنس الآخر؟ كل هذه الأشياء مهمة جدا في تقييم نمو شعر الشنب والذقن.
إذا كانت كل هذه العلامات موجودة فلا تقلق في موضوع شعر الذقن والشنب، فقد يحتاج الأمر إلى بعض الوقت لتكتمل تلك المراحل، كما لا ننسى دور العامل الوراثي في هذا الشأن.
الأشعة على الرأس يطلبها الطبيب المختص لأسباب كثيرة تتعلق بالشكوى التي جاء من أجلها المريض إلى الطبيب، وفائدتها أنها وسيلة من وسائل تشخيص الأمراض، ولا تجري هكذا بدون هدف معين.
أما فائدة تحاليل الدم الشامل فهو يوضح إن كان هناك نقص في مكونات أحد عناصر الدم، مثل: الهيموجلوبين الذي يؤدي نقصه إلى مرض فقر الدم. ومثل تحليل الدم لنشاط الغدة الدرقية الذي يوضح أن هناك نقصا أو زيادة في إفراز هرموناتها، أو أنها في معدلاتها الطبيعية، وكذلك تحليل الدم للسكري، وغير ذلك، وليس هناك تحليل دم واحد يشخص كل أمراض الجسم.
وكل مرض من الأمراض له تحليل الدم الخاص به.
أما موضوع العلاقة الاجتماعية مع الوالد والأهل فلا شك أن دافعها الحب لك، والحرص عليك، وعلى صحتك.
حفظك الله من كل سوء.