أخي حياته مليئة بالأخطاء والفشل، فكيف نتعامل معه؟
2015-03-08 05:36:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي أخ في ال 17 من عمره، حياته مليئة بالأخطاء والفشل الذي لا حصر له، ونحن لا نعرف كيف نتعامل معه, أخلاقه فاسدة إلى درجة لا أقدر أن أصفها لكم، أنا أعلم أنه بسن المراهقة، وهو سن حساس جدا يحتاج إلى معاملة خاصة، ولكن أنا مررت بها سالماً -والحمد لله- وهو وقع فيها بسهولة.
أنا ووالدتي نصحناه أن يترك أصدقاءه الفاسدين الذين هم السبب في ضياعه وفساد أخلاقه، عندما يستيقظ للذهاب إلى المدرسة تتصل والدتي في منتصف النهار بأحد المدرسين المقربين لها، تتفاجأ بأنه لم يخط خطوة في المدرسة.
دائما يتأخر في الرجوع إلى البيت، فمثلاً يأتي الساعة الواحدة صباحاً، ويقول إنه كان سهراناً مع أصحابه.
جربنا معه كل الحلول : الكلام بالمنطق والتفاهم والنصيحة، والمشاجرات والضرب، وكل شيء لدرجة أنه يبكي على حاله وسوء أخلاقه، ويقول إنه كلما يقرر أنه سيترك أصدقائه يتراجع في قراره مع أول مكالمة أو مقابلة معهم.
نصحته بأن حاله هذه ستتحسن إذا واظب على الصلاة في أوقاتها، وأن الله سينير طريقه، ولكن كلما يتوضأ يتراجع ولا يصلي، فقلت لا تقلق ستتعود على الصلاة مع الوقت.
أشعر أنه معجب بشخصيته السيئة، ولا يريد أن يتغير، فهو ممثل جيد يجيد التمثيل بالبكاء كالأطفال، وهذه الحركات تصدقها أمي.
تم فصله من المدرسة لكثرة تغيبه منها، قلت لأمي: وفري أموالك فابنك لا يريد أن يتعلم، لكن أمي -كأي أم تريد أبنها في أحسن مراكز الدنيا- ذهبت إلى المدير وأخذت تترجاه، وحدث فعلا وتم إرجاعه إلى المدرسة، ولكن تم فصله مرة أخرى.
اقترحت على أمي بحبسه في البيت حتى لا يقابل أصدقاءه، لكنها ضعفت أمام كلامه المعسول ووعوده التي لا ينفذها، أمي لا تأكل ولا تشرب حتى يأتي من الخارج الساعة 1 أو 2 صباحاً لتأكل معه، يقول لها: لا تنتظريني وكلي وقت ما تريدين فأنا أكلت مع أصحابي، ويدخل إلى غرفته للنوم, وتبكي أمي من أسلوب كلامه، فتنسد شهيتها وتنام بدون طعام، وكل يوم على هذا الحال.
فكرنا في قطع المصروف، ولكن لا حياه لمن تنادي، كيف تتعامل أمي مع هذا الشاب؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والشفقة على أخيك والسؤال، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايته وصلاح الأحوال، ونسأله بفضله أن يحقق الآمال، وأن يصلح –ابننا- وأن يجعله من خير الرجال.
لا شك أن المرحلة صعبة، وأنت بحاجة إلى:
1- فهم خصائص واحتياجات وميول الشاب في هذه المرحلة.
2- أنتم بحاجة إلى طول النفس، وتجنب إعلان العجز والضعف أمامه.
3- شفقة الوالدة زائدة، ولا بد من شيء من الحزم.
4- لا بد من اقترابك منه ومصادقته ومساعدته.
وأرجو أن تضعوا معه النقاط على الحروف في موضوع الصلاة، وفي قضية الدراسة، وحدود الصداقة، ولن تنجحوا في ذلك إلا إذا كانت هناك خطة موحدة تنفذ بدقة، لأنه لن يتوقف عن الأخطاء طالما علم أن الوالدة معه في كل الأحوال.
ونتمنى أن:
1- أن تكثروا له من الدعاء.
2- أن تستخدموا معه أسلوب الحوار والإقناع.
3- أن تقتربوا منه وتصادقوه.
4- أن تشعروه بالحب والقبول لشخصه -أولاً- كما هو.
5- أن تتجنبوا تحديد هوية سالبة له: كأن تقولوا أنت سيء فاسق.
6- أن تفتحوا له نافذة حول مستقبله، وتحاوروه حول أهمية الاستمرار في التعليم.
7- أن تتوقفوا عن تدليله والإنفاق عليه بسخاء.
8- أن تشعروه بحاجة المنزل إليه كرجل.
9- أن تحملوه بعض المسؤوليات: كتكليفه بشراء بعض الاحتياجات للمنزل.
10- أن تتفقوا مع الوالدة على خطة موحده للتعامل والتوجيه.
11- أن تتواصلوا مع موقعكم بمزيد من التوضيح والبيان.
وهذه وصيتنا لكم جميعاً بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.