بعد التزامي صارت الشبهات تشككني في ديني، فماذا أفعل؟
2015-03-24 00:09:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بدايةً أود أن أشكركم على هذا الموقع، راجيًا الله أن ينفع بكم، ويجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.
أطلب منكم استشارة تهديني، وتعينني إلى طريق الحق والصواب.
كنت غير ملتزم، ومرَّ بي موقف خاص التزمت على إثره، وصرت أستمتع بالعبادة والذكر وكل شيء يرضي الله -عز وجل-.
ومع الوقت استمعت من جوالي لمقاطع من ملحدين ونصارى، بداية لم أكترث لها؛ لعلمي أني على الحق، لكن هناك شبهات صارت تشكّكني مرغمًا، وأفقدتني لذة العبادة والطاعة، وأنا خائف جدًا أن أموت هكذا.
عندما أستعيذ تغيب الوساوس، وما تلبث أن تعود الشبهات لتفسد عليّ يقيني، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أفيدوني، أفادكم الله، وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يثبّتا وإياك على دينه حتى نلقاه.
نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله –تعالى- أن يُجري الخير على أيدينا، ونشكر لك ثناءك علينا، ونحن نقابل ذلك الثناء بالدعاء، فنسأل الله –تعالى- أن يسوق إليك كل خير، وأن يصرف عنك كل مكروه.
أما ما تعانيه -أيها الحبيب- من آثار هذه الشبهات، فهو يؤكّد لك أن التعرض لهذه الشبهات والقراءة والاستماع لشبهات الملحدين ممن لا يستطيع رد هذه الشبهات وتفنيدها؛ أمرٌ في غاية الخطورة، والعلماء كانوا ولا يزالون يوصون مَن لا قدرة له على تفنيد الشبهات ومعرفة ما فيها من باطل؛ يوصونه بعدم التعرّض لذلك؛ لضعف القلوب الخالية من العلم والمعرفة، والشبهات خطافة -كما يقال-.
لهذا، فنصيحتنا؛ أولاً: أن تجعل مما تعرضت له درساً يحثك على تجنب التعرض لهذه الشبهات، وذلك ليس لأنها حق أو لأنها تستعصي عن التفنيد وبيان بطلانها وحقارتها، ولكن لأنك أنت لا تستطيع ذلك.
والمطلوب من الإنسان إذا عرض له شيء أن يرجع إلى أهل العلم ليبينوا له وجه الصواب، ويبينوا الباطل فيما يتعرض له، وأنت لم تذكر لنا ما هي الشبهات التي تعرضت لها، ولكنّ الأدلة الدالة على صحة ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من هذا الدين أكثر من أن تحصى وتعدّ، فما حولك كله أدلة على وجود الباري -سبحانه وتعالى- وعلى صفاته العظيمة.
القرآن بين يديك خير دليل على أن ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- حقّ وصدق، وهو لا يزال يتحدى الناس إلى اليوم أن يأتوا بمثله إن كانوا يكذّبون محمداً -صلى الله عليه وسلم-، فقد تحداهم أن يأتوا بمثله، فعجزوا، فنقلهم إلى أن يأتوا بعشر سور مثله، فعجزوا، فنقلهم إلى أن يأتوا بسورة واحدة مثله، فعجزوا، فهل بعد هذا دليل أو برهان على صحة ما جاء به الرسول؟!
كذلك إن ما في هذا القرآن من أوجه الإعجاز -أيها الحبيب- من الإخبار عن المغيبات المستقبلية التي تقع كما أخبر عنها القرآن، وكذلك الإخبار عن الأمم الماضية بما يتوافق مع المصادر الأخرى، مع أن هذا القرآن جاء به الرسول العربي الأمي الذي لم يقرأ ولم يكتب ولم يلتقَّ أو يتعلم أو يدرس كتب الحضارات الأخرى، فإخباره عن هذه الأخبار بهذه التفاصيل التي تقرؤها في كتاب الله أعظم دليل على أنه يوحى إليه من السماء.
الأدلة -أيها الحبيب- على صدق ما جاء به الرسول، وعلى صحة دينه؛ أكثر من أن تعد، فننصحك بأن تتوجه إلى طلب العلم الشرعي، وتطلبه على أيدي العلماء الراسخين فيه، وبذلك يتقوَّى قلبك، ويثبت فيه الحق، وتندفع عنه الشبهات.
نسأل الله –تعالى- لك السلامة والتوفيق، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير، واحرص -بارك الله تعالى فيك- على ألا تجعل من هذه الأحوال التي تتعرض لها مثبّطاً لك عن المسارعة والمبادرة بالطاعات والمسابقة بالخيرات.
نسأل الله أن يمدك بكل عون.