خطيبي يكذب علي وأنا أريد أن أعرف هل هذه صفة فيه أم لا؟
2015-03-16 02:46:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
خطيبي يكذب علي، وأنا أريد أن أعرف هل هذه صفة فيه أم لا؟ لا توجد لديه أي إمكانيات، ولكنه يجهز نفسه، والأمر وصل إلى أنه سيشتري فيزة ويسافر للعمل، ونأخذ ملحقاً في السعودية ونتزوج.
الولد ممتاز ولكن أهله لديهم شدة في التعامل معي، وأنا أخاف أن أوافق ثم أندم، صحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (أعظمهن بركة أيسرهن مؤنة) ولا أرفض لأن الوضع صعب، وأهلى غير متقبلين الكذب، أو عدم الاحترام في أول الموضوع.
ما نصيحتكم؟ وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العروبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال وأن يقدر لكما الخير وأن يطيل في طاعته الآجال.
إن الكذب مرفوض، ولا يمكن أن تقوم الحياة على الكذب، ولكننا بحاجة إلى معرفة نوع الكذب، وكانت العرب تقول: الخاطب كذاب؛ لأنه يظهر لخطيبته ما ليس فيه، كما أن المخطوبة تظهر له ما ليس عندها.
هنا تتجلى عظمة الشريعة التي تبنى على الحقائق، وتجعل الدين والأخلاق مقياساً ومعياراً، وتتيح لكل طرف أن يبحث ويسأل ويتأكد، فإذا كنتم قد سألتم وتأكد لكم صلاح الشاب، ووجدت في نفسك ميلاً إليه وقبولاً به، ووجد في نفسه مثل ذلك فإننا نردد الحديث، (لم ير للمتحابين مثل النكاح) ونرجو أن تعلم الفتاة بأنها لن تجد رجلاً بلا عيوب، كما أنها ليست خالية من النقائص، فمن الذي ما ساء قط؟ * ومن له الحسنى فقط؟
من الضروري أن يوقن الجميع أننا لن نجد شاباً ولا فتاة ليس فيهما نقص ولا في أسرتيهما إشكالات، ولذلك الواقعية مطلوبة، وأنت سوف تتزوجين بالشاب وليس بأهله، وعلى الرجل أن يحسن التعامل مع أهل زوجته، كما أن عليها أن تصبر على أهله، ومن أجل عين تكرم ألف عين.
عندما تكون الظروف صعبة لا بد من تنازلات، والحياة الزوجية الناجحة فيها تضحيات، ونحن نقدر رغبة الأهل في أن يكون زواج ابنتهم مميزاً وحافلاً، ولكن التكاليف الباهظة والمهور الغالية ما هي إلا أشواك في طريق الأسرة؛ لأنها تدخل الرجل في ديون ويذهب الناس بعد الفرح، ويبقى الرجل مع زوجته ويتذكر ديونه، والدين هم بالليل وغم بالنهار، فكيف تتحقق السعادة؟
لا نبرر للرجل عدم الصدق، ولا نوافق على ما يسميه الناس الكذبة البيضاء؛ لأنه ليس في الكذب أبيض بل الكذب سواد وظلمة، ولا مانع من الوعد الجميل، والقول الميسور، وانتظار الفرج من الله.
هذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونؤكد ما قلتيه، فإن البركة والخير في يسر المهر، ولو كانت المبالغة في المهور مكرمة لسبقنا إليها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وسلف الأمة الكرام، ونذكرك بأهمية الاستخارة، وبأن المؤمنة تستشير وتستخير، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد.