لا أقدر ذاتي وأريد تطويرها دون أن تتأثر ثقتي بنفسي، فكيف يكون ذلك؟
2015-03-19 04:17:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (17) سنة، مشكلتي في قلة تقديري لذاتي وعدم رضاي عنها، وهذه الأمر يسبب لي الاكتئاب، حاولت أن أرضى عن نفسي وقرأت كثيراً في هذا الموضوع، فوجدت الحل في الرضا بكل شيء، أصبحت راضية بكل عيوبي وبكل تقصيري وهذا الأمر زاد الأمر تعقيداً، فقررت أن أعود إلى معاتبة نفسي، فعاد لي الإحباط من جديد.
سؤالي لكم: كيف يمكن لشخص انتقاد ذاته من أجل تحسينها، وكيف يكون هذا النقد غير مؤثر في تقديره لذاته وثقته بنفسه ورضاه عنها؟
وجزاكم الله خيراَ.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك فكرة السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرفع قدرك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
هذا السؤال بداية صحيحة للتصحيح، وقد قرأنا بين السطور علامات النجاح، والتفكير بهذه الطريقة بابك إلى الفلاح، والاعتدال منهج أهل الخير والصلاح، وعزة النفس مطلوبة والفرق بينها وبين الغرور هو أن عزيزة النفس تريد العزة، وتتمنى لكل الناس العزة، أما المتكبرة المغرورة فتريد أن ترتفع وحدها وينخفض الناس، فيغضب منها الجميع ويحتقرها الجميع.
والمؤمنة ترتفع بسجودها لله، وبقولها -سبحان ربى الأعلى-، وتتشرف بإيمانها برسولها وتعظيمه والدفاع عنه ليكون لها نصيب من قوله سبحانه: {ورفعنا لك ذكرك}، ومن تطيع الله يرضى عنها الله ويسعدها ويرضى عنها الناس، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}.
والثقة في النفس وتقديرها فرع من الإيمان العميق بالله العلي الكبير، فاعرفي نقاط القوة في نفسك واشكري الله عليها، وتعرفي على مواطن الضعف واسألي ربك التأييد والنصرة.
واعلمي أن فرح الإنسان بالطاعات وسعادته بما يتحقق من الإنجازات مطلوب شرعاً، وهو سبب لكسب الثقة في النفس، وأنت -ولله الحمد- تستطيعي أن تفعلي الكثير، ولا أدل على ذلك من هذه الاستشارة.
والنقد المطلوب هو ما كان فيه إنصاف واعتراف بما تحقق، وعليك أن تتذكري بأن الكمال محال، وأن الصعود على السلم يبدأ درجة درجة، وطريق المليون يبدأ بخطوة، والعثرات والعقبات في طريق الناجحين منارات وعلامات للنجاح، ولولاها لما وجدوا للنجاح طعماً.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والاستعانة والتوكل عليه، ونتمنى أن تجد نفسك منك التشجيع والإنصاف.
ونسأل الله أن يوفقك، ونتمنى أن تكلفي ما تطيقين، وأن تتزودي بسلاح الإصرار، وبصفة الاستمرار، ونسأل الله أن يوفقك، ويسعدك، ويحشرنا وإياك في صحبة رسولنا والأبرار.