الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MOHAMED حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، ورسالتك واضحة جداً، وأقول لك الذي استطعت استنباطه والوصول إليه: أنك بالفعل تعاني من مخاوف وسواسية، يضاف إليها ظنون شكوكية من الدرجة البسيطة، وهذه الحالات -أخي الكريم- تعالج سلوكياً من خلال تجاهل الأفكار الوسواسية، وتحقيرها وعدم اتباعها.
والعلاج السلوكي الآخر هو: حاول ألا تناقش هذه الأفكار حين تأتيك، واستعذ بالله تعالى منها، وألفت انتباهك إلى شيء آخر أو إلى فكرة أخرى أو إلى أي نشاط مختلف تماماً عن هذه الفكرة.
لا بد أن تستثمر الوقت بصورة صحيحة؛ لأن وجود الفراغ الزمني أو الذهني يجعل هذه المخاوف وهذه الوساوس وهذه الشكوك تزداد عند الإنسان.
عليك بممارسة الرياضة الجسدية، فهي مفيدة جداً، وكذلك تدرب على تمارين الاسترخاء، خاصة الاسترخاء التدريجي، وهناك برامج كثيرة موجودة على الإنترنت، أو يمكنك أن ترجع إلى استشارة إسلام ويب برقم (
2136015)، أو يمكنك أن تذهب إلى الطبيب النفسي وهذا أفضل.
النقطة العلاجية الأخرى، وهي مهمة جداً: هي العلاج الدوائي، فهذا النوع من الوساوس يحتاج إلى الدواء، ويستفيد من العلاج الدوائي بصورة ممتازة جداً، فتحتاج إلى عقار يسمى (زيروكسات سي أر)، ويسمى في المغرب (ديروكسات)، وتحتاج أيضاً إلى جرعة صغيرة من عقار يسمى (رزبيريدوان) ومدة العلاج لا تقل أبداً عن ستة أشهر، فأرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، وإن شاء الله –تعالى- سوف يصف لك الدواء.
بالنسبة لموضوع الرقية الشرعية، قطعاً الرقية الشرعية مهمة ونافعة، وهي جزء من الحزمة العلاجية، لكن لا أقول لك قف فقط عند الرقية الشرعية، فهي عظيمة -لا شك في ذلك- لكن لا بد أن تأخذ الأسباب العلاجية الأخرى، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها جميعاً.
أخي الكريم: إن لم تستطع الذهاب إلى الطبيب، فجرعة (الزيروكسات) التي تتناولها هي: أن تبدأ بـ (10) مليجرام، أي نصف حبة تتناولها ليلاً لمدة (10) أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين ليلاً، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أما عقار (رزبيريداون) فتتناولها بجرعة (1) مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها (2) مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم (1) مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهذه أدوية فاعلة ومفيدة، لها بعض الآثار الجانبية البسيطة؛ فقط تؤدي إلى فتح شهيتك للطعام، وفي الوقت ذاته قد تحس بشيء من النعاس البسيط في أيام العلاج الأولى، فهي أدوية سليمة، أضف أيضاً أن (الزيروكسات) بالنسبة للمتزوجين ربما يؤدي إلى تأخر في الإنزال أو القذف المنوي، لكنه لا يضر أبداً بالصحة الإنجابية عند الرجل أو المرأة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.