بعد عملية زرع نخاع أصبت بمرض ربو حاد.. فهل من حل أم كتب عليّ الشقاء؟
2015-04-14 02:04:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب ولدت بمرض مزمن يسمى (sickle cell anemia) وخلال 20 سنة معاناة مع هذا المرض جاء الفرج، وظننت ذلك في البداية؛ حيث ذهبت للخارج؛ لإجراء عملية زرع نخاع، وبالفعل نجحت العملية.
بعد 10 أشهر من المتابعة مع العملية حصلت المفاجأة، فقد أصبت بمرض ربو حاد جدا، وأصبحت لا يمكنني تحرك مسافة 10 أمتار، وعندما سألت الدكتور قال: بعض الحالات يحدث معها هذا بسبب الكيماوي، وقد أصبت بضيق تنفس شديد، وأصبح وضعي من الدار إلى الحمام فقط.
الآن دائما ما أسأل نفسي: هل سيأتي الفرج أم أنه كتب علي الشقاء؟ إلى متى سأصبر؟ لماذا أنا يا ربِّ؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مختار حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو من الله أن يكتب لك دوام الصحة والعافية، وأنت تعلم أن كل ما يصيب الإنسان في هذه الحياة هو ابتلاء من الله، وفيه رفع درجات أو تكفير للذنوب -بإذن الله- وأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه.
بالنسبة لحالة الصدر فإن هذه الحالة شائعة عادة، ويمكن السيطرة عليها -بإذن الله- ويكون ذلك بإشراف طبيب مختص بأمراض الصدر؛ لذا أنصحك بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الصدرية؛ لإجراء الدراسة اللازمة ووضع خطة علاجية مناسبة، وستتحسن الأمور تدريجيًا بإذن الله تعالى.
++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ محمد مازن تخصص باطنية وكلى، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
مرحبًا بك –أيهَا الأخ الحبيبُ– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالعافية والشفاء.
لا شك –أيهَا الأخ الكريم– أن ما ينزل بالمؤمن من المصائب والآلام في هذه الدنيا هو من قدر الله تعالى البَرِّ الرحيم، فهو سبحانه وتعالى أرحم بنا من أنفسنا وآبائنا وأمهاتنا، ولا يقضي علينا ما يقضيه إلا لما يعلمه سبحانه وتعالى لنا من الخير الذي لا نعلمه، وكثيرًا ما يتألم الإنسان ويتأذى من شيءٍ وهو لا يدري ما الذي يُبطنه ذلك القدر من الخيرات الكثيرة، وذلك أمرٌ جارٍ على مقتضى طبيعة هذا الإنسان من الاستعجال والقصور والجهل؛ ولهذا يُنبهنا الربُّ الرحيمُ سبحانه وتعالى إلى أن نُطالع ألطافه ومِننه وفضائله من وراء الأقدار المكروهة، فيقول سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فالمكروه –أيهَا الحبيبُ– الذي يُصيبك في الدنيا إن قابلته بالصبر والاحتساب فإنك ستجني من ورائه خيرات كثيرة، وستعلم يوم الفوز بالجوائز أنك أنت الفائز، فإن الله تعالى يُوفِّي الصابرين أجرهم بغير حساب، وحين يقوم الناس لربِّ العالمين، ويرى الناس أجور الصابرين، يتمنى أهل العافية الذين لم يُصبهم شيء أن لو قُرضتْ جلودهم بالمقاريض، كما جاءت بذلك الأخبار؛ ولذلك لما يرونه من ثواب الله تعالى وجزيل عطائه للصابرين.
فكن على ثقة من أن الله تعالى لا يُقدِّر شيئًا عبثًا، ولا يُوجِدُ شيئًا سُدىً، فارض بقضاء الله تعالى وحُكمه، وتوكل عليه، وانتظر منه الفرج، ولا تيأس، لا تيأس؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء، لا تيأس؛ لأن الله سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، لا تيأس؛ لأن فرج الله تعالى قريب، لا تيأس؛ لأن الله تعالى لا يُحبُّ منك اليأس، بل يكرهه ويُبغضه، لا تيأس؛ لأن اليأس لن يجلب لك إلا شقاءً وهمًّا وتعاسة.
ظُنَّ بالله تعالى الخير، فقد قال سبحانه وتعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) وفي رواية: (من ظنَّ خيرًا فله، ومن ظنَّ شرًّا فله).
ادعُ الله تعالى وأنت مُوقن بالإجابة، واعلم بأن الإجابة قد تتأخر أو أن الله سبحانه وتعالى قد يدِّخرها لك إلى يوم القيامة، أو أن الله سبحانه وتعالى يدفع عنك مكروهات أخرى، فاجتهد في دعاء الله تعالى وسؤاله، واصبر واحتسب، وسترى يوم الحساب
–يوم الدين– عاقبة هذه الأعمال.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالعافية، وأن يرزقك الصبر، وأن يُسَلِّيك عن مُصيبتك، إنه جواد كريم.