كيف توفق أمي بين اهتمامها بنا، واهتمامها بأخي المهموم على فراقها؟
2015-05-10 01:19:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا وأختي ذهبنا للدراسة الجامعية "في بلدنا الأصلية" فاضطرت أمي للذهاب معنا لرعايتنا هناك، لكي لا تترك بنات بمفردهن، حيث لا يوجد أحد يرعانا هناك غيرها، فكان هذا على حساب أخي الصغير، فهو حاليًا حزين طوال الوقت، ولا يأكل ولا يذاكر بالرغم من أننا تركناه مع والدي، وعندما عرضنا عليه الذهاب معنا رفض، وقال: لا أريد أن أدرس في هذا البلد.
والمشكلة أنه حتى المدينة الجامعية لا يحق لنا دخولها؛ لأن السكن الذي نعيش فيه في نفس المنطقة التي فيها الجامعة، ولا يمكننا التحويل من الجامعة؛ لأن الدراسة الجامعية غالية جدًا في البلد التي كنا نعيش فيها.
فأرجو منكم أن تتطلعوا على هذه المشكلة، فأنا أشعر بأن أخي يضيع، ويعيش مهمومًا جدًا في داخله.
أرجوكم أن تساعدوني، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لكم جميعاً دوام الصحة والعافية.
أختنا الكريمة: نسأل الله تعالى أن يجمع شمل الأسرة ويحقق أمنياتكم وأهدافكم، فأقول لك لا شك أن هذا القرار الذي أتخذ مر بدراسة مستفيضة من قبل الوالدين؛ لأنهما أعلم بشؤون الأسرة وبمستقبل الأبناء، وأحياناً يجد الإنسان نفسه مضطراً لاتخاذ قرار إذا رجحت كفت الإيجابيات على السلبيات.
والمفهوم الذي ينبغي يدرك أن هذا الانفصال انفصال مؤقت، وليس دائم -إن شاء الله- وستمر الأيام والسنين وتعود الأسرة كما كانت من قبل.
الذي يمكن أن يخفف على الأخ الأصغر هو التواصل المستمر معه في هذه الفترة، ومحاولة استغلال الإجازات القصيرة بالزيارات المتبادلة بينكم وبين الوالد والأخ حتى يشعر بقرب المسافة والتواصل الدائم.
والموضوع أيضاً يحكمه عمر الأخ الصغير، ومدى تحمله لغياب الوالدة لفترات طويلة، وكذلك ملء فراغه في حالة ذهاب الوالد للعمل ومدى اعتماده على نفسه في تلبية احتياجاته الأساسية.
ويمكن إعادة تقييم التجربة ومدى نجاحاتها وإخفاقاتها ثم وضع خطة جديدة وفقاً لنتائج التجربة الحالية التي تمرون بها الآن.
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه.