إرشادات في التصرف مع الوالد المتخلي عن مسئولية النفقة مع طلبة المال من أولاده
2004-09-03 23:01:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله كل خير على جهودكم.
مشكلتي هي أن أبي مهمل في واجباته نحو المنزل وإخوتي إلى درجة كبيرة، فهو عامل يتقاضى مرتباً جيداً، ولكنه يتهرب من المصاريف البسيطة جداً، ويطلب من إخوتي المال الكثير، ثم يرميها لا أدري في ماذا؟! مع أن إخوتي في سن الزواج، والأكبر عمره (35) سنة، فهو يأخذ منهم مالهم.
والمشكل -كما قلت- أن ماله يضيعه، ويترك كل المصاريف عليهم، إلى درجة أنه كانت أختي الكبرى تعمل ويأخذ كل مالها، وكلما أتاها خاطب يقول: ليس لدي ما أزوجها به! حتى استرجعت أمي منه دفتر الشيكات، وتزوجت أختي، وكان كل شيء عليها، وكذلك أخي الذي لم يتزوج إلى حد الآن.
والآن أنا بدأت العمل، وأساهم في كل شيء في البيت، حتى الإصلاحات التي لا يأبه لها والدي، ولكني بين نارين: أأعطيه كل المال الذي أتقاضاه؛ فيضيعه، ولا يأبه حتى لمرض إخوتي، أم لا أعطيه؟ وهذا ما لا أريده؛ فإني تمنيت أن يكون أكثر اهتماما بالعائلة، وأعطيه كل شيء، ولا أترك إلا مصاريف المواصلات.
فأفيدونا، جزاكم الله خيرا!.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقنا السداد والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن ديننا العظيم يدعونا إلى البر بالآباء والأمهات والإحسان إليهم، والصبر على ذلك، وليس من المفروض على الإنسان أن يعطي كل ما في يده لوالده، خاصة إذا كان يُقصر في القيام بواجباته الأسرية، ولكن الموازنة مطلوبة، وهي -بإذن الله- متيسرة، فقدمي لوالدك ما تستطيعين، وبيني له ما قمتِ به من إصلاحات وعلاج لأهل المنزل، واحرصي على أن تطلبي رضاه بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والوعد الجميل، وقولي له: نحن وما نملك لك يا أبتاه، وأنتَ لم تقصر في تربيتنا، ولكن لا نُخفي عليك حاجتنا إلى تعاونك معنا، وحرصك على مصالحنا، والإنسان يسعد إذا رأى أبناءه ناجحين في حياتهم لا يمدون أيديهم إلى غيرهم، ونحن أيضاً نفرح عندما نلاحظ أنك حريصٌ على مصالحنا.
ولا شك أن الوالدة تستطيع بتدخلها الإيجابي أن تفعل الكثير، وقد أحسنتِ في مساعدتها في موضوع زواج أختك الكبرى، فلابد من تشجيع الوالدة على القيام بعمل إيجابي يراعي مشاعر الأب، ويحفظ له مكانته، ويحفظ حقوق الأبناء، وتكون بذلك قد أخرجتكم من الحرج وساعدت هذا الوالد على تقبل الوضع الجديد.
ولابد من تقدير الأشياء التي يقوم بها الوالد وشكره عليها، فإن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، واعلمي أن الكثير من الآباء يفرح جداً بالأموال التي تأتيه من أبنائه؛ لأن في ذلك تقديراً له وعرفاناً.
فلا تظلمي نفسك، ولا تقصري مع والدك، واجتهدي في وضع الأموال في أماكنها الصحيحة، واطلبوا من الوالدة أن تعرف الأشياء التي يصرف فيها والدكم الأموال، وعليها أن تحاوره بلطف وتختار الأوقات المناسبة لذلك، وعليها أن تتجنب نكران الجميل لهذا الأب الذي ربّى وعلم أبناءه وبناته، ومن الضروري أن نتجنب المقارنات السالبة، فلا نقول للوالد: فلان يصرف على أبنائه وأنت تقصر، والصواب أن نُشعره بحاجتنا إلى مساعدته لنا، ووقوفه إلى جانبنا.
نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يعيننا على رضا ذي العزة والجلال.
وبالله التوفيق.