علاج ظاهرة العصبية والعناد عند الأطفال
2004-09-08 01:44:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكر لكم تعاونكم مقدماً، واهتمامكم بحل المشاكل، وأسأل الله أن يثيبكم، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
أرجو منكم مساعدتي في حل مشكلتي مع ابنتي التي عمرها سنتان ونصف، فهي عصبية المزاج، وعنيدة لدرجة كبيرة، ولا تطلب شيئاً إلا بالبكاء والأنين ولو كانت تضحك أو تلعب، وعندما أكلمها أو أناديها أو أنبهها لأي شيء لا تلتفت إلي، حتى شككت في سمعها، ولكني تأكدت من سلامتها، وما زلت لا أعلم سبب عدم ردّها علي، سواء كنت ألاعبها أو أعاتبها!!
وفي كثيرٍ من الأحيان أحس أنها تعيش في عالمٍ آخر، وتنسى ما حولها عندما تلعب أو تلهو بأي شيء، حتى عندما حاولت تعليمها الحمام لم أحس بأي تجاوبٍ منها.
وفي الآونة الأخيرة أصبحت تضربني بكثرة، فعندما أضربها أو أوبّخها أو أنظر إليها نظرة عتاب تتوجه نحوي بعصبية وتضربني وهي تتكلم علي: (كسلانة ماما..انقلعي).
وقد جربت معها كل ما أستطيع، فكنت أتجاهلها ولا أنظر إليها، ثم غضبت منها وأبعدتها عني، وأخبرتها بأنني لا أكلمها، وأخرجتها من الغرفة، وأغلقت الباب، ثم جربت أن أضربها، وبعض الأحيان أمسك يديها حتى تهدأ، وفي كل مره ترجع وتضربني في الحال.
مع العلم أن والدها يعاملها معاملةً سيئة في كثير من الأحيان، وقد كان يضربها منذ الشهور الأولى، ولم يفرح لا بحملها ولا بولادتها، وكثيراً ما يثور عليها بسبب أو دون سبب، ويعاندها وكأنها تفهم.
حتى أنه بعض الأحيان يرمي عليها كل ما حوله، أو يضربها بشدة ويرميها على الأرض ويرفسها، ثم يتندم بعد لحظات على ما فعل، وكأنه فعله دون إرادته، مع أنه قبل الزواج كان معروفاً بحبه الشديد للأطفال، لدرجة أن الجميع كانوا يعتقدون أن البنت تعيش في دلال وفرح مع والدها، ولم يصدقوا الحقيقة، فهل يكون هذا الأمر سبباً في عصبيتها؟ وماذا أفعل معهما؟
لقد تعبت، وأخاف أن يتطور الأمر .
ساعدوني، بارك الله فيكم وفرّج همومكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم إبراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اطمئني -أيتها الأخت الكريمة- ولا تقلقي، فالمشكلة التي تتكلمين عليها هي ظاهرة عادية مألوفة في المراحل الأولى، ومن مستلزماتها الأساسية، وهي وسيلة يقوم بها الطفل لإثبات ذاته وشد أنظار الآخرين له، والتأثير عليهم، سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل.
وربما أهم سبب يولد هذه المشكلة هو نقص العطف والحنان، فطفلتك تحتاج إلى عطف وحنان منكما، وما دمت قد قلت أن والدها يعاملها معاملة قاسية فسيؤثر عليها هذا سلباً، فتلجأ إلى أسلوب العصبية والعناد، وهذا سيضعف من إرادتها وعزيمتها، ويؤدي بها إلى الخضوع والخنوع، وعدم التأقلم مع الجو الأسري.
ولعلاج هذه الظاهرة، يجب ما يلي:
1- محاولة التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية طفلتك.
2- لا يقاوم العناد بالعناد، ولكن الأفضل هو محاولة الإقناع باللطف واللين لامتصاص العناد، وهذا يحتاج إلى هدوء أعصاب وقليل من الصبر.
3- لا تعرضي طفلتك لمواقف إحباطية تخلق لديها ردود فعل متمثلة في العناد والتمرد.
4- لابد أن يكون الجو الأسري خالٍ من الاضطرابات والمشاكل؛ لأن هذا يقود إلى ردود فعل سلبية، تتمثل تارةً في العناد والتمرد، وتارةً في الكذب والسرقة أو التخريب، وأحياناً أخرى بالتبول اللاإرادي، وما شابه ذلك.
5- حاولي أن تصاحبي طفلتك، ولا تستعملي معها الشدة، بل يكون أسلوبك في التربية اللين والرفق.
6- حاولي أن توضحي لوالدها أن معاملته القاسية لطفلته هي سبب في تطور عصبيتها وعنادها، وقد يجعلها تكره الجو الأسري بأكمله.
7- عززي كلامك ونصائحك لابنتك بهدايا تدخل السرور على قلبها، وهذا سيزيل عنها المشكلة شيئاً فشيئاً، ويجعلها تتقرب منك أكثر، وتسمع إلى كلامك ونصائحك.
8- يجب أن تكون معاملتك عادلة في البيت إذا كان لديك أطفال غيرها؛ حتى لا تؤثر معاملتك هذه على إخوتها .
وبالله التوفيق.