راقبت طريقة تفكيري ولاحظت أني أفكر بطريقة غريبة!
2015-05-05 03:09:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
راقبت طريقة تفكيري مؤخراً ولاحظت أني أفكر بطريقة غريبة جنونية، وغير منطقية، فمثلاً: عندما أعاني من شيء ما أحس أن المعاناة إنجاز بالنسبة لي!
كنت ألبس نظارة في مرحلة الثانوية، وكان شكلها علي جميلاً، ولقيت واحداً لابساً نظارة شكله سيء بها، فكرهت لبسها مرة أخرى!
لا أحب أن أجلس مع أبي وأمي في البيت إلا بوجود أحد إخوتي! ولا أعرف ما السبب؟! وفي فترة أحسست أن حياتي في ضياع، وكأنها تمثيلية وأنا ممثل، وكنت أحاول أن أقدم دوراً درامياً غصباً عني، لكني لما انتبهت للموضوع تخلصت منه، وأيضاً صرت أقيس الناس بأشكالهم، مع أني أعرف أن هذا ليس منطقياً.
لاحظت أحياناً أني أمتنع عن فعل شيء معين بسبب غير مهم، وأحيانا لما أخرج من الشباك أحس أن فيه شخصاً معيناً رآني، مع أني أعرف أن الشخص هذا سافر منذ زمن، وقد شككت أني مصاب باضطراب الوسواس القهري!
هل هذا صحيح؟ وما العمل؟ وهل السبب عضوي أم نفسي بحت؟
أرجو الإفادة، فأنا متعب وأعاني في حياتي من هذا الموضوع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
أقول لك – أيها الفاضل الكريم – من الملاحظ بالفعل أن نمط أفكارك فيه شيء من التطبع الوسواسي، لكن هذا النوع من الوساوس يمكن أن يُخضع للمنطق، وأن يُناقش، وأن يُحلل، وأن يواجه.
نحن دائمًا نقول: إن الوساوس يجب ألا تُناقش، يجب ألا تُحلل، بل يجب أن تُقهر من خلال التجاهل والتحقير.
هذا النوع من الوساوس اخضعه لشيء من المنطق، لشيء من الحوار الذاتي، وسوف تجد أن الفكرة بالفعل سخيفة، ويجب أن تتجاهلها.
نريدك أن تعتمد على النقاش، على الحوار، على وضع الأمور في الجانب المنطقي، ومن ثمَّ بعد ذلك تلجأ إلى التحقير للفكرة.
هذه هي طريقة العلاج الرئيسية، والأسباب غالبًا هي أسباب نفسية، وأيضًا نظرية التغيرات الكيميائية المتعلقة بكمياء الدماغ هي إحدى النظريات المعتبرة جدًّا، لكن لا نستطيع أن نقول أن هنالك فحصًا معيَّنًا يمكن من خلال تحديد مستوى كيمياء الدماغ بالنسبة للذين يُعانون من الوسواس القهري.
المهم هو العلاج، والتجاهل، وأنا على ثقة تامة أنك سوف تعيش حياة طبيعية جدًّا، وتواصلك مع طبيب نفسي وتناولك أحد مضادات الوساوس بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، أعتقد أنه سوف يكون كافيًا جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، لك الشكر والتقدير على الثقة في استشارات إسلام ويب.