الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على صلتك بإسلام ويب وثقتك في هذا الموقع، ورسالتك بيِّنة وواضحة.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تعرف أن الإنسان لديه طاقات إيجابية وطاقات سلبية، مثلاً القلق، الخوف نحتاج إليه، مَنْ لا يقلق لا ينجح، من لا يخاف لا يحمي نفسه. إذًا هذه طاقات إيجابية، لكنها نفسها –أي هذه الطاقات– إذا زادت عن الحد المطلوب تتحول إلى طاقات سلبية.
ما يحدث لك لا أقول لك أنه أمرٌ عادي، لكنه ظاهرة نفسية فسيولوجية جسدية بسيطة جدًّا. الإنسان حين يواجه أي موقف –وعلماء الطب دائمًا يضربون مثالاً بمواجهة الأسد– إذا واجه الإنسان الأسد– هو أمام خيارين: إما أن يهرب وإما أن يُقاتل الأسد، وفي كلتا الحالتين حبا الله تعالى جسد الإنسان بتغيرات شديدة ليواجه هذا الموقف. الذي يحدث أن الجهاز العصبي اللاإرادي يقوم بإفراز بعض المواد الكيميائية منها مادة تسمى الأدرينالين (adrenaline) ويسمى أيضاً إبينيفرين (Epinephrine) هي التي قد تؤدي إلى شيء من الرعشة، تغيُّرٍ في الوجه، تسارع في ضربات القلب، وهذه المادة مادة فعّالة؛ لأنها تجعل القلب يكون أكثر قوة واستشعارًا ليضخَّ كميات أكبر من الدم في الجسم؛ ليعطي كميات أكبر من الأكسجين في عضلاتنا حتى نهرب أو نواجه.
إذًا العملية عملية فسيولوجية طبيعية جدًّا، وموقف الأسد هذا هو نفس موقفك الآن، لكن أنت حسَّاس بعض الشيء، فلا تتحسس –أيها الابن الكريم– لا أحد يريد أن يستفزَّك، أنت -الحمد لله تعالى– شاب في بدايات عمرك، أنت في سن الإدراك الآن، يجب ألا تعرِّض نفسك أبدًا للقلق وللمخاوف بهذه الصورة التي ذكرتها.
حاول أن تكون فعّالاً داخل أسرتك، اجلس في الصف الأول في مدرستك، شارك زملاءك ومعلِّميك، اذهب لمراكز تحفيظ القرآن؛ لأن هذه المراكز عظيمة وفائدتها جليَّة، ونحن نرى أنها من أكبر ما يبني الشباب ويعود عليه بالخير، لا خوف، لا وجل، لا تردد، شاهدتُ وتعرَّفتُ على من يذهب هذه المراكز ووجدتُّ أن عمرهم العقلي أكبر كثيرًا من عمرهم الجسدي.
فيا أيها الفاضل الكريم: من خلال هذا النوع من التفاعل الإيجابي -إن شاء الله تعالى- سوف تحسّ بأنك بأمانٍ واطمئنان، ولا مانع أن يخاف الإنسان قليلاً، لأنه يُحضِّر نفسه للموقف، هذا نسميه بـ (خوف الأداء) أو (قلق الأداء) وهو مطلوب.
موضوع المزاح والاستفزاز: هذه قد تحدث في مجتمعك وفي مجتمعي، خاصة بين من هم في سنك، ولا تكن حسَّاسًا حول الموضوع، بل كن أنت قُدوة، قدوة في أخلاقك، في سلوكك، في كلامك، في تصرفاتك، وأنا متأكد أنك سوف تستحوذ على احترام وقلوب الآخرين ومشاعرهم مما يجعلك تحسُّ بالاطمئنان والأمان.
لا تتوجَّس حول تقلب الوجه، الأمر أمرٌ فسيولوجي بسيط، يزداد ضخ الدم في وجهك، وتُوجد شعيرات سطحية، هذه الشعيرات الدموية حين يسري فيها الدم بشدة وسرعة قد يؤدي إلى بعض التغيرات البسيطة، والتي تكون لوهلة قصيرة جدًّا.
أنا أريدك أن تُركز على الرياضة، الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجسام، أريدك أيضًا أن تمارس تمارين الاسترخاء، والتي وصفناها في استشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015).
خذ بكل ما ذكرته لك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.