الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكر لك الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: نوع المخاوف التي تنتابك هي مخاوف ذات طابع اجتماعي، تأتِ تحت نطاق ما نسميه بعدم القدرة على التكيف والتواؤم، تحت ظرف جديد ومُحيط نفسي واجتماعي جديد، وحقيقة الأمر أنك فتاة مسلمة، لديك ضوابط ولديك منظومة قيمية عالية جدًّا، هذه المنظومة القيمية اصطدمت بموضوع الاختلاط في الجامعة، هو واقع جديد بالنسبة لك، وبالرغم من مرحلة النضوج التي وصلت إليها إلا أن الثوابت سوف تظل ثوابت في كيان وضمير الإنسان، خاصة الإنسان المرهف والذي يُقدِّر منظومته القيمية.
إذًا حالتك هي حالة مفسَّرة حسب ما أوردته لك، وهذا الذي وصلنا إليه من تحليل وتفسير يجب أن يعطيك ثقة أكبر في نفسك، أنت تحاولين أن تبحثي عن المثالية في وضع غير مثالي، ولذا أقول لك -أيتها الفاضلة الكريمة-: ضوابطك الشرعية والاجتماعية يجب أن تظل كما هي، لكن في ذات الوقت حين تكونين مثلاً مع زميلاتك، مع صديقاتك، حضور حفلة خطوبة ليس فيها غير النساء، هنا أهمية التفاعل الاجتماعي مهمة جدًّا، وبالنسبة لك: أريدك أن تتصوري مواقف اجتماعية لا بد أن تكوني أنت فيها محط الأنظار، لا بد أن تكوني فيها أنت التي تُديرين ذاك الموقف، تصوري مثلاً أن لديكم مناسبة كبيرة في المنزل، وأنت كنت المُكلفة بتحضير الحفل وإكرام الضيوف وتقديم الواجب المطلوب، وهكذا، عيشي هذا الخيال بكثافة ودقة ومصداقة وواقعية، هذا نسميه بالتعريض أو التعرض في الخيال.
موضوع البرزنتيشن أيضًا: هذا واقع موجود، وليس هنالك ما يجعلك ترهبينه أبدًا، حقّري فكرة الخوف هذه وتصوري أنك سوف تقدمي هذا الـبرزنتيشن، تصوري ذلك في خيالك وبتمعنٍ وتفكُّرٍ، وبعد ذلك اذهبي وطبقي، وأريدك أيضًا إذا أُتيحت لك الفرصة أن تذهبي مثلاً إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، أو تنضمي إلى جمعية ثقافية أو اجتماعية نسويَّة، أنا أعتقد أن ذلك سوف يؤدي إلى الكثير من التطور في مهاراتك الاجتماعية التي هي أصلاً موجودة.
أيتها الفاضلة الكريمة: تمارين الاسترخاء مهمة، مفيدة، وفاعلة في حالتك، لذا أرجو أن ترجعي لاستشارة إسلام ويب، والتي هي تحت رقم: (
2136015)، فيها الكثير من الإرشادات والتوجيهات التي تفيد من هم من أمثال شخصك الكريم، وبالنسبة للعلاج الدوائي: لا بأس من تناول الإندرال، أريدك أن تتناوليه بصورة منتظمة، عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء، هو دواء بسيط جدًّا، وسوف يكبح الجوانب الفسيولوجية المتعلقة بالقلق والمخاوف في المواقف الاجتماعية، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا، وأريدك أن تتناولي الدواء بانتظام، حتى نكون قد بنينا قاعدة علاجية جوهرية، وفي فترة تناول الدواء أكثري من المواجهات في الخيال، وكذلك المواجهات في الواقع، وهذا من وجهة نظري سوف يؤدي إلى تغيُّرٍ كاملٍ في حالتك.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.