أعاني من القلق والتوتر المفرط لأتفه الأسباب
2015-05-14 06:02:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في استشارات سابقة سألت عن الدوار وما أسبابه? وكنت لا أعرف لماذا يأتيني ولكن الآن -ولله الحمد-عرفت تماماً ما هي مشكلتي، فأنا أعاني من القلق والتوتر المفرط، فأي شيء تافه يقلقني، وعندما أتوتر أشد على رقبتي، وهذا الفعل يسبب لي ألم كبير في أسفل الرأس والكتفين، ونوبة دوار نتيجة هذا الشد، ولكن الآن أصبح الأمر لا يطاق، فلو كنت أعمل على الكمبيوتر بتركيز، فإنني أشد على رقبتي وأعصابي، وعندما أنتهي من عملي أعاني من الدوار وعدم الاتزان.
كما أنني أعاني أيضاً من مشكلة أخرى أخجل أن أصرح بها، وهي أنني منذ ثمان سنوات أنتف شعر رأسي كلما تعرضت للقلق والتوتر، وحاولت ممارسة كل تمارين الاسترخاء، ولكنها لم تنفعني إلا بنسبة 20-30٪ فقط.
خوفي من الإصابة بنوبة التوتر والدوار جعلني أبتعد عن أماكن التجمعات الكبيرة، وأريد أن أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكنني متعبة كثيرا، فهل أحتاج لأدوية نفسية؟ وأريد أن أسأل: هل الأدوية النفسية الخاصة بالقلق تُصرف بدون وصفه طبية، وهل أستطيع الاستغناء عنها تماماً بعد انتهاء العلاج، وهل تسبب تلك الأدوية زيادة مفرطة في الوزن؟
أفيدوني بارك الله جهودكم الطيبة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أيتها الفاضلة الكريمة: بالفعل أنت لديك قلق وتوتر، والقلق والتوتر أمرٌ شائع، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وهذا هو الذي يجعلك تشعرين بالشدِّ في منطقة الرقبة، وكذلك في أسفل الرأس والكتفين، -وكما تفضلت- فإن نوبة الدوّار أيضًا تكون ناتجة من هذا الشدِّ، إذًا حالتك هي حالة نفسو جسدية، قلق وتوتر يؤدي إلى توترات عضلية، وهذه في حدِّ ذاتها تزيد من قلقك، وهكذا تكونين في هذه الدائرة المغلقة.
العلاج بسيط جدًّا -أيتها الفاضلة الكريمة- أقول لك: لا تقلقي، لا تغضبي، أنت بخير، والدنيا بخير -إنْ شاء الله تعالى-، المستقبل لك، كوني متفائلة، نظمي وقتك، كوني متفانية جدًّا في بر والديك، وضعي لنفسك أهداف حياتية تصرف انتباهك تمامًا عن هذا الذي أنت فيه، تمارين الاسترخاء استمري عليها، فائدتها كبيرة جدًّا.
والتوتر والقلق أيضًا يجب أن نتعامل معهما من خلال ما نسميه بالتفريغ عن الذات، أي تتحدَّثي، تتكلَّمي عن كل ما لا يُرضيك، قطعًا الإنسان يحترم خصوصيته وخصوصية الآخرين، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين من تثقين به وتبثين ما في نفسك، ولا تحتقني نفسيًا، وتحادثيه، وهذا في حد ذاته نوع من التفريغ النفسي، والنوم الليلي المبكر أمرٌ عظيمًا ومفيدًا، والدعاء والذكر والصلاة في وقتها، هي أسلحة المؤمن التي من خلالها يواجه القلق والتوتر.
بالنسبة للعلاج الدوائي: بما أنك تعانين من نتف الشعر، وهذا أيضًا ناتج من القلق، وبعض علماء النفس يضعونه من الناحية التشخيصية مع الوساوس القهرية، وهو يُعالج دوائيًا وسلوكيًا، سلوكيًا يُعالج من خلال الاستمرار في تمارين الاسترخاء، التفريغ عن الذات كما ذكرت لك، وأن تصلي إلى قناعة أن هذا الفعل -أي فعل نتف الشعر- ليس مقبولاً، وأن تشغلي نفسك، وألا يكون لديك فراغ.
أما الدواء فعقار (فافرين Faverin)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، هو الدواء الذي دارتْ حوله الدراسات لعلاج مثل هذه الحالات (القلق المصاحب بنتف الشعر)، وأنا أريدك أن تذهبي إلى الطبيبة في المركز الصحي، ليس من الضروري أبدًا طبيبًا نفسيًا، حالتك بسيطة جدًّا، ومُعظم أطباء الرعاية الصحية الأولية الآن -بفضل من الله تعالى- لديهم تدريب عالي ومتقدم في هذه الحالات النفسية البسيطة، وعقار فافرين لا يؤثر على الوزن، ولا يؤثر على الهرمونات، وهو غير إدماني، والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
هنالك ملاحظة مهمة، وهي أنك لم تذكري عمرك هذه المرة، وأحسبُ أن عمرك أكثر من عشرين عامًا، وفي هذه الحالة يكون الدواء سليمًا، ولا توجد أي تحوطات حول تناوله، فاذهبي لطبيبة الرعاية الصحية الأولية -كما ذكرت لك-، وإن كان هنالك حاجة لأي فحوصات مختبرية سوف تقوم بها الطبيبة.
باركَ الله فيك، وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.