أنا في بداية استقامتي وكلام بعض أصحابي يؤثر علي، ما نصيحتكم لي؟
2015-05-24 02:54:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في بداية استقامتي -ولله الحمد والمنة- ولكن أعاني من الصلاة في المسجد الأقرب لبيتي؛ لأنه يوجد لي أصحاب لا أريدهم أن يعرفوا باستقامتي في بداية الأمر، وذلك لأن بعضا منهم كان مستقيما وتحلل من الاستقامة -سبحان الله- وكلامه يؤثر علي، وأحس من بعض الأصدقاء التدقيق في سلوكي، ولا أدري ما السبب؟ فما نصيحتكم لي؟ وهل هذا الشيء يمر بشكل طبيعي في بداية الاستقامة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك –أيهَا الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب.
أولًا: نحن نهنئك بما مَنَّ الله تعالى عليك من الاستقامة والتوبة وإصلاح الحال، ونسأل الله أن يثبتك على ذلك، وأن ييسِّره لك، ونُبشرك بأنك تمضي في طريقك إلى الخير بإذنِ الله، فتوكل على الله، وأحسن ظنك بالله، واعلم بأن الشيطان قد اغتاظ الآن منك غاية الغيظ، ومن ثمَّ فهو واقف لك بالطريق يرصدك، ويُجاهد بما استطاع من حِيَلٍ ليصدَّك عمَّا أنت مُقدمٌ عليه من طاعة الله تعالى والتقرب إليه، فاحذر من أن يصدَّك عمَّا تريده من الخير بأي حيلة من حِيَله.
واعلم –أيهَا الحبيبُ– بأن كل الناس يُخطئ ويُذنب، وأنه لا معصوم إلا أنبياء الله ورسله، وأما مَنْ عداهم فكلهم عُرضة للذنب والخطأ، ولكن النبي الكريم يقول -عليه الصلاة والسلام-: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
فأنت بتوبتك وإصلاحك لحالك تنضم إلى خير الناس، وتسلك سبيلهم، وأنت بتوبتك تصير من أحباب الله تعالى، فإن الله يُحب التوابين ويُحب المتطهرين، واعلم بأن التوبة تمحو ما قبلها من الذنوب، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
ولا تلتفت إلى ما قد يقوله الناس عنك أو يحاولون تعييرك به من الذنوب السابقة، فإن من تاب من قبلك من أولياء الله وأحبابه وخاصته كانوا قد أتوا ذنوبًا عظامًا، منها الكفر بالله تعالى، فقد تاب أصحاب رسول الله من الكفر، وبعد توبتهم وإسلامهم صاروا أولياء الله تعالى وأحبابه والمقربين إليه، ومهما عظم ذنبك فلن يكون كذنب الكفر والشرك بالله تعالى.
واعلم بأن الله تعالى أراد بك الخير حين رزقك التوبة وحبَّب إليك الإيمان والعمل الصالح، وهذا علامة -بإذن الله تعالى- على أنه يريد لك الكرامة والتشريف في الدنيا والآخرة، فاحذر من أن تضعف أمام جُند الشيطان وأوليائه الذين يحاولون صرفك عن هذا الطريق.
ونصيحتنا لك أن تحاول التعرُّف على الشباب الطيبين الصالحين، والإكثار من الجلوس معهم، وأنت في بلدٍ الصالحون فيه كُثر ولله الحمد، فاحرص على التعرف عليهم، وقضاء الأوقات معهم، والإكثار من حضور مجالسهم، فهم خير من يعينوك على التوبة والاستقامة والصلاح، وإذا تركت الصلاة في المسجد القريب منك لتصليَ في مسجدٍ آخر؛ حتى تتجنب إيذاء بعض الناس لك فلا حرج عليك في ذلك، لكننا نؤكد ثانيةً أن ما تَمُرّ به في أول الطريق أمرٌ عاديٌ، لكن ينبغي لك أن تأخذ بالأسباب التي أرشدناك إليها ممَّا شأنه أن يُثبتك على هذا الطريق ويُصَبِّرك عليه.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.