سوء علاقة الزوجة بأهل الزوج وأثر ذلك على حياتهما الزوجية؟
2004-09-18 22:35:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله!
مشكلتي متشعبة، لست أدري من أين أبدأ! فقد تزوجت - بحمد الله - قبل ثلاث سنوات من ابنة خالي - وهي تحمل شهادة الثانوية العامة - بناء على طلب وإلحاح الوالدة، وأنجبت ولداً بلغ عامين.
ومنذ الأيام الأولى لزواجي بدأت مشكلتي متمثلة في عصيان الزوجة، وعدم استجابتها لطلباتي، سواء في علاقتنا الخاصة (الجنسية)، أو في الأمور العادية، فهي ترى أن طاعة الزوج تكون إذا كان هذا الزوج يقدر الزوجة - كما تكرر دائماً - ومعنى التقدير بمفهومها أن الزوج لا يرفض لها طلباً!
وكذلك عدم مراعاة الحالة المادية للزوج بكثرة الطلبات، وعدم وجود قدر من التفاهم والتقارب في الأفكار، فأنا – بحمد الله - لي بعض المساهمات الدعوية والخيرية في منطقتي، لكنها لا تحمل مثل هذا الهم! حاولت إقناعها بالاشتراك في حلقة تحفيظ؛ فرفضت، وتعللت بالولد!
أما والدتي (عمتها) فهي كثيراً ما ترد عليها بالعبارات الجارحة! بالإضافة لعدم اندماجها مع بقية النساء في الأسرة (زوجة أخي، وأختي) فهي لا تتحدث معهن إلا أثناء تناول الوجبات، وتقضي معظم وقتها في غرفتها، أو عند الجيران، بالإضافة إلى قلة مشاركتها لهن في القيام بالأعمال المنزلية.
لقد ساءت علاقتي بأهلي كثيراً، وبوالدتي، وإخواني بعد زواجي؛ بسببها!
كذلك لم تعد تقرأ القرآن يومياً كعادتها قبل الزواج وفي الأيام الأولى من الزواج، فربما مر بها الأسبوع أو الأسبوعان، ولم تقرأ القرآن إلا في الصلاة التي تصليها منفردة، مع أن النساء في بيتنا يصلين جميع الصلوات في جماعة في البيت.
هي في بيت أهلها مرحة بشوشة، لكنها في بيتنا كئيبة، وبطبيعة مختلفة! وقد صارحتها عدة مرات، فقالت أنها تشعر بالضيق من جميع أهل هذا البيت - بيتنا - ولا تستطيع أبداً أن تتفاهم معهن! طلبت منها أن تحاول أن تتكيف مع الوضع؛ فوعدتني بذلك، لكن لا فائدة لم تستطع! فقلت: هل تريدين الطلاق؟ فقالت: لا، إني أحبك!
كلمت والدتي، وأخبرتها برغبتي في مفاتحة والدها - خالي - فرفضت الوالدة، وقالت أنه مريض، وربما يتأثر بالمشكلة! لست أدري كيف أتصرف! ساعدوني، جزاكم الله خيراً! واعذروني على الإسهاب!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله أن يعيننا جميعاً للخير والرشاد، وأن يوفقنا لحل ما أنت فيه، ويحقق لك آمالك بإذنه سبحانه.
أولاً: إني لأحمد الله كثيراً أنك داعية، وهذا يعني أن نحل جميع مشكلاتنا على ضوء شريعة الله تعالى.
أخي، مشكلتنا جميعاً في هذا المجتمع تتمثل في عدم فهم الزوجة لهذه الحياة الزوجية، حيث تفهم أنه كما يجب على الزوجة أن تطيع زوجها، كذلك يجب على الزوج أن يطيعها، وأن يتقاسم معها جميع الواجبات، وإن كان هذا الفهم فيه شيء من الصحة إلا أنه ليس على إطلاقه.
ومن هنا تأتي المشكلة التي تبدأ صغيرة إلى أنها تتفاقم وتكبر، ولنا تجارب كثيرة في هذا المجال، وأرى أنه ليس هناك مشكلة يستحيل حلها إذا صدق الزوجان مع بعضهما وتصارحا وتواضعا.
لهذا أرى البداية للحل الصحيح أن تجلسا سوياً وحدكما بهدوءٍ وصراحة وصدق، ثم تطرح أمامها الثوابت الآتية:
1- إن أمك تتقدم كل إنسان في حقها، وأنك لن تضحي بها بأي إنسان ولو كان الولد، فهذه حقيقة يجب أن تؤكد عليها.
2- إن لزوجتك عليك حقاً لن تقصر فيه أبداً؛ لأنه مسئولية أمام الله وتؤديه خوفاً من الله، ويتمثل حقها في ملبسها ومأكلها وتلبية جميع مطالب النفقة، ويتمثل أيضاً في المعاشرة الزوجية، والمعاملة الحسنة، وفي استقلالها في بيتها وإدارته لا يشاركها فيه أحد.
3- تصارحها بدخلك كاملاً، وبمقدراتك المالية، وأنك لن تبخل عليها في حدود هذه الإمكانيات.
4- تخبرها بأنك ترغب فيها رغبةً صادقة كزوجة، وتريد منها حياة سعيدة.
5- تطلب منها بعد ذلك تصورها وطلباتها، وأن تبدي رغبتها بصدق ورأيها في الحياة الزوجية، هل تريد أن تستقل بمنزل منفصل بعيدا عن أسرتك؟ فإن كان ذلك فضع أمامها مقدرتك المالية، واطلب منها وأكد لها أن أي قرار يخصكما يجب أن تشتركا فيه سوياً.
اسمع منها رأيها، وتناقشا بهدوء وصراحة، وإن اختلفتما أرى أن تُدخلا شخصاً من أهلها أو شخصين، وأُفضل أن يكون في مستواكما أو قريباً منكما سناً، ويكون فاهماً، وتطرحا عليه المشكلة والحل لها، والتزامك أنت بكل هذه المقترحات، وقلت لك أُفضل شخصاً أو شخصين من أهلها؛ لأنها ستطمئن نفسياً وكثيراً ما يساعد ذلك في حل المشكلة.
وأقول لك أخي: كثيراً من المشاكل التي تمر علينا وجدنا سببها هي سكن الزوجة مع أهل أحد الزوجين، فلابد أن تقوم بعض المشاكل بين أم الزوج والزوجة أو أخوات الزوج والزوجة، ولن يكون هناك وفاق إلا ما ندر، لذا إن كان الحل هو فصلها بسكناها، فأرى أن تسعى لذلك، لا سيما والزوجة تريد أن تستقل بحياتها وأطفالها.
فأقدم أخي على ما قلته، وتوكل على الله، واستعن به أولاً وأخيراً، ولا تنس أن تكثر من الصلاة لأنها خير معين، ومن الدعاء فهو خير سلاح، لا سيما في جنح الليل.
ونحن ندعو الله لك بالعون والتوفيق.