حزينة ولا أعرف كيف أدير حياتي!

2025-04-08 02:41:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، حياتي الأسرية أفضل ما يكون، لكن المشكلة في شخصيتي، فأنا لا أعرف كيف أدير حياتي، ودائمًا حزينة، وأجد الأمور صعبة، وأعاني من قلة التركيز. كنت لفترة طويلة من حياتي أفكر بالجنس، وأهرب من مشاكلي بتلك الأفكار، وأشعر بالذنب، وعدم القدرة على تحقيق طموحاتي.

الكل يقول عني متهورة وجبانة وعصبية، ولا أعرف كيف أدير أموري، لم أتزوج حتى الآن، ولم أجد وظيفة، تخرجت بمعدل سيئٍ من الجامعة، والكل يضغط عليّ ويقول: إنني باردة ولا أعرف شيئًا، أهرب من مشاكلي بمشاهدة التلفاز أو التفكير بالجنس، وأمور لا قيمة لها، أعيش في دوامة ولا أعرف كيف أحسن من حياتي، أجلس فترات طويلة في البيت ولا أستطيع أن أندمج مع الآخرين.

أنا الآن في الخارج وأرغب في تعلم اللغة، ولكنني أعاني من قلة التركيز وتشتت الأفكار، أريد أن أندمج في هذا العالم وأحسن أوضاعي الدينية والأسرية والعملية، بالإضافة إلى الاهتمام بنفسي، ولكنني أقاوم لمدة يومين، ثم أعود أسوأ مما كنت عليه، علاقتي بإخواني وأصدقائي متوترة، أحاول دائمًا أن أضع أهدافًا لنفسي، لكنني أفشل في تحقيقها.

هذا الموضوع دام معي أكثر من عشر سنوات، ولم أتمكن من التخلص منه، أشعر أن كل شيء صعب علي، وأصلاً لا أشعر بقيمة الحياة.

المشكلة أن الجميع يحاول الضغط علي لكي أتغير؛ لأنهم يرون حالتي البائسة ويشفقون علي، طريقة تفكيري في نفسي سلبية، والكل يحاول مساعدتي، ولكنني أرفض، ولا أحب أن أفصح عن مشاعري لأحد أو أشكو لأحد، كلامي غير مرتب، وأعلم ذلك، لأن مشاعري أيضًا مثل كلامي، أدري أن هناك خيرًا في داخلي، لكن ميولي منحرفة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تمرين به -أختي الكريمة- ربما يكون نوعًا من اضطراب المزاج، وقد يكون نتيجة لعوامل كثيرة تسببت في عدم الاستقرار النفسي، وبالتالي يظهر الإنسان وكأنه يتخبط في الحياة؛ نتيجة عدم الاتزان الفكري والعاطفي.

ونرشدك بعدم اتخاذ أي قرار مصيري في هذه الفترة، بل اعطي نفسك فترة استجمام إلى أن تستقر الأوضاع، وما هو مكتوب لك سيأتيك -إن شاء الله-، ونتمنى أن تكون فترة عابرة تعودين بعدها لحياتك الطبيعية.

فيما يلي بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من المشكلة الحالية:

1- اسعي أن يكون حب الله ورسوله هدفًا لك، وليكن مقياسك للأمور مستمدًا من الكتاب والسنة، لا من الهوى والأحكام الذاتية، ولا تقللي من شأنك ومن قيمتك، فأنت بالله أقوى، وأنت بالله أعزّ وأرفع، وتذكري حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا فقال: "يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

2- ضعي لك أهدافًا واضحة، واكتبيها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكريها باستمرار.

3- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح، وأكثري من الاستغفار؛ فإنه مجلب للرزق والمال، والزوج، والبنين.

4- اخرجي من الدائرة التي أنت فيها الآن بكسر الروتين، وتغيير نمط الحياة بتجديد الخطط والأهداف، والترويح عن النفس، وتغيير المكان الجغرافي الذي تعيشين فيه الآن، ولو لفترة مؤقتة.

5- اتبعي منهج المواظبة والمثابرة في نشاطاتك الحياتية الموجهة نحو الإنجاز، وقومي بتقييم إنجازاتك بصورة دورية: كل ساعة، كل يوم، كل شهر، كل سنة، واكتشفي أسباب النجاح والفشل؛ للاستمرار في النجاح ومعالجة الإخفاقات.

6- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي: الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثر السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الزائدة، افتقاد روح الفكاهة.

وحاولي التحلي بالصفات التي ضدها، مثل: القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمني النجاح للآخرين، وليكن نجاحهم دافعًا وحافزًا بالنسبة لك.

7- وأخيراً: نريدك -أختنا الكريمة- أن تتحدي وتتفاءلي، ولا تستسلمي، وقاومي حتى النصر -بعون الله وتوفيقه-، واعتبري أن الذي تمرين به الآن هو امتحان لك في حياتك، ولا بد من اجتيازه؛ ليزيدك النجاح قوة ومنعة تستطيعين بها مجابهة المشاكل والمحن في المستقبل، فالإنسان خلق في كبد، والمؤمن مبتلى، وأمره كله خير -إن شاء الله-، وعليك بالدعاء؛ فإنه يصارع البلاء، واحمدي الله على نعمة الصحة والعافية.

نسأل الله تعالى لك التوفيق لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net