الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الصلة والثقة بإسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: التلعثم والتأتأة وحبس الكلام تلعب العوامل الوراثية فيها دورًا، وحين تتهيأ الأسباب البيئية يزداد التلعثم ولا شك في ذلك، فأنت لديك عوامل وراثية، لكن هذا الإرث ليس إرثًا مباشرًا، يعني ليس أمرًا حتميًّا أن تحدث لك هذه التأتأة من خلال الإرث فقط، إنما الإرث جعلك أكثر استعدادًا لأن يحدث لديك التلعثم في الكلام في حالة وجود خوف وقلق، وأعتقد أن هذا هو الذي تعانين منه، ممَّا جعل موضوع التلعثم يكون شاغلاً لك، وهذا قطعًا أدى إلى خوفٍ، وأدى إلى قلقٍ مستقبلي حول الزواج.
حالة الكآبة والحزن التي تحدثت عنها لا أعتقد أنك تعانين من كدرٍ أو كربٍ حقيقي، لكن قد يكون لديك شيء من عُسْرِ المزاج الناتج من موضوع التلعثم، وما صاحبه من إشكالات نفسية بالنسبة لك.
أيتها الفاضلة الكريمة: الخطوات العلاجية متوفرة -إن شاء الله تعالى-:
أولاً: أريدك أن تنظري إلى نفسك إيجابيًا، وأنا أقول لك أن تصوراتك وتحليلاتك حول ما قد يتأتَّى من التلعثم وهو الصعوبات الزوجية والاجتماعية، أنا أحترم تصورك هذا، لكن أعتقد أن هنالك مبالغة كبيرة جدًّا من جانبك وتضخيمٌ للموضوع، فأول الخطوات التي يجب أن تُركّزي عليها: أن تطرحي بعض الأسئلة على نفسك: هل أنا مُحقَّة في مشاعري هذه حول التلعثم؟ أم أنا أبالغ؟ أم أن هناك مشكلة ولكن يجب ألا أعيرها هذا الاهتمام؟ أعتقد هذه الأخيرة هي التي يجب أن تكون منهجك الفكري.
ثانيًا أيتها الفاضلة الكريمة -: كنت أتمنى أن تسمح لك ظروفك بمقابلة الطبيب النفسي أو أخصائي التخاطب، هنا أعتقد قد تكون الفرصة عظيمة جدًّا بالنسبة لك للتدرب على بعض التمارين الاسترخائية وتمارين النطق، وهذا قطعًا يُساعدك، لكن هذا إن لم يتوفَّر لك أقول لك: عليك أولاً بأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، ويمكنك الاستعانة باستشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015) هذه التمارين – أي تمارين الاسترخاء – هي ذات قيمة علاجية جدًّا وفائدة كبيرة جدًّا.
تمارين التنفس التدريجي تؤدي إلى راحة جسدية وإلى راحة نفسية، وهذا قطعًا يجعل الكلام أكثر طلاقة، وأريدك خلال هذه التمارين أن تتدربي على الربط بين الشهيق وإخراج الكلمات، هذا وُجد مفيدًا جدًّا، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد معلمات القرآن لتُدربك على مخارج الحروف وكيفية الربط بين التنفس وإخراج الكلمات.
النصيحة الأخرى هي: أن تقرئي بصوتٍ عالٍ وأنت جالسة وحدك في الغرفة، وأن تقومي بتسجيل ما تقومين بقراءته وأدائه من كلام، وبعد ذلك استمعي إلى ما قمت بتسجيله، سوف يتضح لك أن أداءك أفضل ممَّا كنت تتصورين. هذا الكلام أُثبت تمامًا من خلال تجارب عملية، والإنسان حين يكون لديه تصور سلبي، ويجد أن الواقع بخلاف ذلك، قطعًا هذا يُمثِّل دافعًا نفسيًا إيجابيًا جدًّا.
أريدك أن تجتهدي في التواصل الاجتماعي، وأن تكوني بارة بوالديك، وأن تكون لديك أنشطة اجتماعية، هذا يُساعدك بصورة مباشرة وغير مباشرة لأن تطوري من مهاراتك الاجتماعية، ممَّا يعود عليك - إن شاء الله تعالى - بانطلاقة نفسية وكلاميَّةٍ إيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ولا تنسي قوله تعالى أو دعاء موسى عليه السلام: {رب اشرح لي صدري * ويسِّر لي أمري * واحلل عقدةً من لساني * يفقهوا قولي}.
وللفائدة راجعي علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: (
280676 -
266962 -
280701 -
2102145).
وبالله التوفيق والسداد.