قمنا بتأجير منزلنا وأخرجنا زوجة أخي منه، فهل أخطأنا بذلك؟
2015-05-28 04:44:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أريد أن أستفسر عن هذا الموضوع من الناحية الدينية.
أبي وأمي الله -أطال الله عمرهما- يملكون منزلا يسكنه أخي أكثر من 13 سنة، بدون إيجار أو أي شيء مقابل سكنه، وقرر أخي السفر للدراسة، وترك زوجته وابنته، أبي وأمي قررا تأجير المنزل، ولكن أخي رفض أن تخرج زوجته من المنزل، وكأننا نقوم بطردها من المنزل، ومع إصرار أهلي خرجت زوجة أخي من المنزل وتم تأجير البيت، ولكن نحن نسكن في منطقة اشتباكات، وقدر الله لنا أن نخرج من بيتنا ونلجأ لمنطقة أخرى، فهل أخطأنا في حق زوجة أخي؟ وهل خروجنا من منزلنا ظلما بسبب الاشتباكات عقاب لنا على ما فعلناه بزوجة أخي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقكم ويصلح الأحوال، وأن يعيد الأمن لبلادنا، ويحقق الآمال.
إذا طلب الوالد والوالدة البيت فليس في ذلك ظلم لأحد، وهذا حق لهما، وما يحصل من الحروب والفتن لا يستثني أحدا، والناس أمامها أصناف ثلاثة:
1- صنف كان على الخير وشملهم البلاء، وطرقت الحرب أبوابهم، والله سبحانه يرفعهم بصبرهم لينالوا درجات أعدها الله لهم ما كان لهم أن يصلوا إليها إلا بالصبر على البلاء.
2- صنف كان على غفلة وتقصير فرده البلاء إلى التواب القدير قال تعالى: {أخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون}، {لعلهم يرجعون} وهؤلاء على خير كثير إذا انتبهوا ورجعوا وأنابوا واتعظوا.
3- صنف من البشر كانوا على الغفلات ولم يفهموا الدرس، وما زادهم البلاء إلا ظلما وعدوانا: {ولكن قست قلوبهم}، {وزين الشيطان لهم أعمالهم} رغم قبحها وفحشها فلم ينتفعوا ولم يتوبوا، وهؤلاء قال عنهم الحسن البصرى: كالحمار لا يدري فيم ربطة أهله ولا لماذا أرسلوه؟ ونعوذ بالله من الخذلان وقسوة القلوب.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ونتمنى أن نتوب جميعا توبة نصوحا، ولا نربط ما حصل بموقف معين فتضيع الموعظة وتذهب الفوائد، والوالدان أصحاب حق، وعلى شقيقك وعليكم تقديم طاعتهم وتطييب خواطرهم، والاحتمال منهم، فبرهم واجب، والابن وما ملك لأبيه وليس العكس.
ونحن جميعا بحاجة للتوبة، وللمراجعة، والمحاسبة، وتصحيح المسار، ونكرر الدعاء لأهلنا في كل مكان، ونسأل الله أن يؤمن الخائفين، وأن ينتقم ممن أراد الشر بالمسلمين.
أسعدنا تواصلكم، ونفرح باستمراركم، ونسأل الله أن يحفظكم ويجلب الخير للبلاد والعباد.