أعاني من عدة عوامل نفسية اكتئاب ورهاب وقلق، ما نصيحتكم؟
2015-06-10 04:54:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من عدة عوامل نفسية، لا أعلم ولست مختصاً أو أعرف الذي في! هل هو وسواس قهري أم اكتئاب أم قلق أم رهاب اجتماعي إلخ.
لدي أكثر من 10 استشارات لديكم أغلبها استشارات نفسية.
تفكيري عميق جداً، وكل يوم يأتيني حال أو حتى شخصية فأحيانا أكون سعيداً وهو أفضل شيء لدي، ولا يدوم أكثر من يومين، وأحياناً حزين، وأكلم نفسي بسبب أني أراقب جسمي من الخارج، فأقول: سأموت، وأين؟ وكيف يصير في حال جسدي وأعضائي الداخلية؟! ودائماً أراقب الأعضاء من خارج الملابس للقلب والكبد والرئة ...إلخ.
أقول دائماً: ماذا يحدث لي عندما أموت؟ وكيف تعمل أعضائي...إلخ.
بينما أكون أحياناً شخصاً لا أحب الحياة بسبب التعب والإجهاد فيها، كالعمل والدراسات والنمط المعيشي اليومي الذي يتكرر مئات المرات منذ كنت طفلاً.
أتوقع الذي في منذ أكثر من سنة والذي غير حياتي إلى جحيم هو التفكير الزائد الذي فعل فيّ عدم حب الحياة، والاكتئاب والرهاب، حتى قبل سنة قال لي اختصاصي نفسي:
هو التفكير العميق سبب الذي فيك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخِي الكريم: لا تعاتب نفسك على التفكير، فالتفكير مطلوب، والتفكير سُنَّة من سنن الحياة، والإنسان الذي يُفكِّرُ بعمقٍ ودرايةٍ ورويَّةٍ قطعًا يُفيد نفسه ويُفيد الآخرين، لكن أتفق معك أحيانًا يكون الفكر فكرًا عميقًا لكنه متطاير ومتشتت، فكرة تأتي من هنا وفكرة تأتي من هناك دون أي فائدة إيجابية، هذا نوع من التفكير قد يكون مُزعجًا، وقد يُسبب بعض الكدر والأحزان.
أيها الفاضل الكريم: القلق النفسي هو أكبر المسببات للتفكير العميق الذي قد لا يكون منه طائل أو فائدة.
أنا أريدك أن تأخذ الأمور ببساطة أكثر، أريدك أن تستفيد من وقتك، أريدك أن تقاوم الفكر السلبي، وأنت صغير جدًّا في سِنِّك، أمامك مستقبل عظيم. هذا التفكير العميق وجِّهه نحو الأكاديميات، نحو الدروس، نحو التحصيل، والرياضة مهمَّة جدًّا، الرياضة تُمزِّقُ الأفكار السلبية القلقية التي تسيطر على الإنسان.
مراقبتك لجسدك والتغيرات الفسيولوجية الطبيعية هو نتاج من نتائج القلق والمخاوف والوساوس، وهذا يجب أن تتجاهله تمامًا.
لا تستطيع أن تُغيِّر نفسك إذا لم تضع بدائل، بدائل صحيحة: التركيز على الدراسة، الرياضة، حب والديك، التواصل الاجتماعي، أن تكون لك آمال، وأن تكون لك برامج مستقبلية واضحة وحقيقية، واذكر – أيها الفاضل الكريم – أنه بذكر الله تعالى تطمئن القلوب، ونحن الآن مُقدمون على شهر الخيرات، على رمضان، وهذه فرصة عظيمة جدًّا للتغيُّر الإيجابي.
ما دام قد قابلت أخصائي نفسي فيما مضى وقال لك أنك تعاني من الاكتئاب والرهاب فواصل معه، هذه حالات وتشخيصات ليست صعبة العلاج أبدًا، والعلاج يقوم على نفس الأنماط التي ذكرتها لك، لكن قطعًا المساندة العلاجية المباشرة من خلال مقابلة المختص مفيدة جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.