محتار في الاختيار بين أمرين واستخرت ولم أستقر على أمر، فماذا أفعل؟
2015-07-19 04:42:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قررت أن أشتري شقة ومحتار بين منطقتين مختلفتين! كل شقة في منطقة مختلفة لها مميزات وعيوب، وقد اختلط عليّ الأمر تماما، ولا أعرف ماذا أفعل؟
صليت صلاة الاستخارة 7 مرات حتى الآن (مرة للشقتين مع بعض، و6 مرات لشقة واحدة فقط) وحتى الآن لم يرتح قلبي لأي شيء، ولم أر أي شيء بالمنام، ومحتار حيرة تامة (أحيانا أرتاح لشقة معينة وأرجع أحتار ثانية).
فهل يجوز صلاة الاستخارة علي الحيرة بين أمرين مختلفين؟ مشكلتي أني محتار بين أمرين، وليس الحيرة من فعل أمر واحد أو الامتناع عنه.
فهل يجوز عمل صلاتي استخارة لكل شقة؟ أم عمل صلاة استخارة لشقة واحدة فقط وأمضي في إجراءات الشراء؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُيسِّر أمرك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يقدر لك الخير حيث ما كان ثم يرزقك الرضا به.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن العلماء نصُّوا على جواز تكرار الاستخارة، وأنت قد كررتها فعلاً بما فيه القدر الكافي، لأنه ورد عن بعض الصحابة أنه كرر الاستخارة في أمرٍ من الأمور إلى سبع مرات كما فعلت أنت، ولكن أنت رغم أنك قمت بهذا الأمر أكثر من مرة وزدت عن السبع، إلا أنك لم تصل إلى قناعة بإحدى الشقتين.
أنصحك حتى تخرج من هذه الحيرة التي لم ولن تخرج منها أبدًا أن تأخذ رجلاً عاقلاً حصيفًا، تثق في رأيه وفي خبرته، وأن يأتي يرى الشقتين، وأن يدلُّك على أفضلهما، لأنه نحن عندنا استشارة واستخارة، أنت الآن قمت بالاستخارة ولم تزدد إلا حيرة، فإذًا يبقى لك الجانب الثاني وهو مهم جدًّا، وهو موضوع الاستشارة، شخص فاهم، له ذوق راق - سواء كان رجلاً أو امرأة - وتعرض عليه الشقتين، دون أن تتكلم في شيء، تقول: (هاتان الشقتان أيهما أفضل؟) إذا قال لك: هذه الشقة هي الأفضل ابدأ في إنهاء إجراءاتها، واخرج تمامًا من هذه الحيرة، لأنك بذلك تكون قد استشرت واستخرت، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بشَّر ذلك بالتوفيق، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستخير وكان يستشير، وأنت الآن قد حققت الأمرين، الاستخارة – كما ذكرت – لم تُحققها إلى الآن، وممَّا لا شك فيه أن إحدى الشقتين فيها خير لك وأنت لا تعلمه، ولكن هذا الذي سيُخرجك من هذه الحيرة ويُوصلك إلى مُراد الله تعالى، لأنك الآن محتار، ولن تستطيع أن تحسم الأمر.
فإذًا عليك – كما ذكرت لك – بالاستشارة، ابحث عن رجلٍ تثق في كلامه، ولا تؤثِّر عليه مُطلقًا، ودعه يتخيَّر الاختيار المناسب بعيدًا عن أي تأثيرات منك، فإذا قال هذا أفضل من هذه من جميع الجهات أو من معظم الجهات، توكل على الله وابدأ في إنهاء إجراءاتها.
وأسأل الله أن يقْدُر لك الخير حيث ما كان، وأن يرزقك الرضا به، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.