أنا مؤمن بالله وأعاني من وساوس الشيطان في وجود الله، ما الحل؟
2015-10-28 04:28:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي: التزمت وتذوقت حلاوة الإيمان، فأتاني الشيطان يوسوس لي في الذات الإلهية لكن غير اعتقادي، وكلما سمعت عن الآخرة لم أتعظ في نفسي مثل الأول، وكلما قرأت في الإعجاز العلمي تدمع عيني، وأنا مؤمن بالله، ولكن لا أعرف ما الذي في عقلي؟ لماذا ينكر وجود الله!؟ وأنا غير ملحد، فهل لي علاج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يردَّ عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن الشيطان -لعنه الله- لا يملّ من الكيد للمسلم، والتدليس عليه، والتلبيس عليه، ومحاولة إضلاله وإغوائه وإفساده، ولذلك أقسم بعزة الله كما جاء في القرآن الكريم: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين} ثم قال أيضًا: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}، فأقسم بعزةِ ملِك الملوك جلَّ جلاله أن يُغوي وأن يُفسد كل أبناء آدم، ولذلك هو يعمل في ذلك ليل نهار، ولا يتوقف أبدًا عن المكر والكيد لعباد الله تعالى، وهذا ما سجَّله الله تعالى في كتابه، ولذلك حذرنا -أولاً- من الشيطان الرجيم في قوله تعالى لآدم عليه: {إن هذا عدوٌّ لك ولزوجك} وبقوله لنا: {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان} وبقوله: {إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوًّا}، وقوله تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين} وقوله: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبينٌ} وقوله: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} إلى غير ذلك من الآيات التي تدلّ على خطورة الشيطان وكيده.
والشيطان عادةً يستعمل مع المسلم كل سلاحٍ ممكن، إلَّا أنه يُركِّز على سلاحين كبيرين، ألا وهما سلاح الشهوات وسلاح الشبهات، فسلاح الشهوات: أن يُزيِّن للإنسان المعاصي الظاهرة، كالكذب والغش والخداع والنظرة المحرمة والزنى وشرب الخمر وأكل أموال الناس بالباطل وأكل الربا -إلى غير ذلك- وهو يفعل هذا ويجتهد فيه اجتهادًا عظيمًا؛ لأن هذه هي الوسيلة التي بها ينال من العبد المسلم في المقام الأول.
ثم بعد ذلك يستعمل أيضًا سلاحًا آخر، وهي حرب الشبهات، وحرب الشبهات كهذه الحرب التي شنَّها عليك، فهو عندما عجز عن أن يوقعك في الحرام الظاهر، وعندما عجز عن أن يصرفك عن طاعة الله تعالى، لجأ إلى السلاح الآخر، وهو سلاح الشبهات، ولذلك هذه الشبهة أتمنى ألا تُلقي لها بالاً، وألا تقف أمامها طويلاً، لأنك -الحمد لله تعالى من فضل الله تعالى- تعلم أنك مسلم موحِّد، وأنك تُحب الله تبارك وتعالى، وأنك بدأت فعلاً تتذوق حلاوة الإيمان، وأنك عندما تقرأ في الإعجاز العلمي فتشعر فعلاً برقَّةٍ في قلبك، هذا كله إن دلَّ على شيءٍ فإنما يدل على أنك على خير، وأنك إلى خير.
ولذلك أتمنى -بارك الله فيك- ألا تستسلم أبدًا لهذه الحرب، بل على العكس تقاومها بكل ما أُوتيت من قوة، ومقاومتها تكون بإهمالها واحتقارها، كلما جاءتك هذه الأفكار أتمنى أن تبصق على الأرض ثم بحذائك تحاول أن تدعك هذه البصقة في الأرض، وتقول بلسانك: (يا عدوَّ الله هذه أفكارك تحت نعلي، وأنا مؤمن بالله رب العالمين)، ودائمًا تُكرر كلمة التوحيد (أشهدُ أن لا إله إلَّا الله، وأشهدُ أن محمدًّا رسول الله).
كرر هذه الكلمة؛ لأنها تدحر وتنحر الشيطان نحرًا وتذبحه ذبحًا، فعليك بهذه الكلمة المباركة، وعليك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعليك بعدم الالتفات لهذه الأفكار، وحافظ على ما أنت عليه من طاعة، وأتمنى أن تُضيف إلى برنامجك ورْدا من القرآن الكريم يوميًا، حسب ظروفك، إذا كان جزءًا من القرآن أو أكثر أو أقل، المهم أن تكون لك علاقة بالقرآن الكريم يوميًا؛ لأن القرآن هو مستودع الإيمان، والقرآن هو الذي يُعرِّفك بالله تعالى.
أنت الآن لست مُلحدًا -كما ذكرتَ- وهذا حق، ولكن هذه الشبهات. والقرآن الكريم عندما تقرؤه بهدوء وتأنّي، بإذن الله تعالى سيُكلمك عن عظمة الله، وعن قدرة الله، وعن جلال الله بطريقة تجعلك -بإذن الله تعالى- تُحب الله تبارك وتعالى، ولا تستسلم لهذه الأفكار.
أسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يردَّ عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
هذا، وبالله التوفيق.