تطورت حالتي من الشعور بالصداع إلى معاناة وساوس القلق
2015-10-29 04:46:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أصبت بالقلق بعد صداع غريب خلف الرأس راودني أثناء التمارين الرياضية، ولكني لم أهتم، استمر الصداع، وبدأت أقلق منه، فتصفحت على المواقع، ولكن وجدت أن المرض خطير جدا، ويلزم مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن، فأصبت بالهلع والخوف والذعر.
بدأت الوساوس تنتابني، وحدث عندي أرق وقلق حاد، وأصبت بألم في الصدر على اليسار، وضيق التنفس، حياتي تدهورت، وتشافيت من هذا الصداع الغريب، ولله الحمد، ويبدو أنه بسيط، لكن بقيت أعراض قلقي تشغل تفكيري.
والآن والحمد لله مع مرور الأيام ذهبت أعراض القلق الحاد، وألم الصدر، وبين فترة وفترة يؤلمني، ولكن ليس بشكل دائم والحمد لله، لكن بقيت أشعر بآلام في الرقبة، وصداع خلف الرأس بشكل غير مستمر، وضيق في التنفس أحياناً، وأرق.
أرجوك دكتور أن تساعدني في حل المشكلة، وأريد حياتي أن تستمر طبيعيا كما كنت.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين طاهر الشربتلي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح من رسالتك أنك شخص قلق، وتقلق لأتفه الأشياء، وما حصل لك من الصداع وألم في الرقبة بعد التمارين الرياضية قد يكون ناتجًا من ممارسة تلك التمارين، ولكنك هرعتَ وتصفَّحتَ بعض المواقع لتجد تفسيرًا لذلك، وهذا أحيانًا قد يكون يأتي بردِّ فعلٍ عكسي، لأني أعتقد أن الموقع ذكر أن بعض أنواع الصداع قد تكون خطيرة ويجب التأكد منها، بعض أنواع الصداع، ولم يقل صداعك هذا خطير، فأنت التقطت (بعض أنواع الصداع خطيرة) ولذلك أصابك القلق والتوتر.
على أي حال: الحمدُ لله الآن اطمأننتَ وخفَّتْ هذه الأشياء بدرجة كبيرة، إلَّا أنها ما زالتْ تُعاودك، وأنك لازلت قلقًا، ولديك قابلية للقلق والتوتر، ولذلك نصيحتي لك بأن تحاول الاسترخاء، تحتاج إلى تمارين للاسترخاء، لأن القلق يُحارب بالاسترخاء، القلق والاسترخاء لا يجتمعان، فهما ضِدَّان، والاسترخاء نوعان:
• هناك استرخاء يمكن أن تمارسه أنت في حياتك العادية بفعل الأشياء التي تجلب الراحة النفسية لك، وأهمها: الرياضة البدنية، رياضة المشي يوميًا خارج البيت، أو كالتمارين التي تُجريها أنت الآن ومداوم عليها بصورة مستمرة، فهذه يؤدِّي إلى الاسترخاء النفسي، ابتعد عن التمارين العنيفة بقدر المستطاع، وعليك بالتمارين الخفيفة.
• الاسترخاء عن طريق أخذ نفسٍ عميقٍ، تتنفَّس بعمقٍ لعدة دقائق، ثم تُخرج الهواء من داخل صدرك بقوة وبطء، تتنفَّس بعمق، تختزن الهواء ثم تُخرجه بقوة لعدة دقائق في اليوم، فهذا أيضًا يؤدِّي إلى الاسترخاء.
كما أنصحك -أخِي الكريم- بالمحافظة على الصلاة، وأدائها في المسجد مع الجماعة، وقراءة القرآن، والمحافظة على الذكر خاصة أذكار الصباح والمساء، والدعاء... كلها أشياء تؤدِّي إلى الطمأنينة والسكينة داخل النفس والراحة النفسية، ويُقلل من القلق أيضًا، ولما لا وقد قال الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: وَذَلِكَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
إذا كل هذه النصائح وكل هذه الأشياء لم تُفد معك، وما زال القلق مستمرًا فلا بد أن تُراجع معالجًا نفسيًا لعمل جلسات دعم نفسي باستمرار، وسوف يُساعدك كثيرًا في التخلص من القلق، أو التعايش معه حتى لا يؤثر في حياتك، لكني لا أرى أنك تحتاج إلى دواء معين في هذا الوقت.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.