ميل قلب الشاب لفتاة معينة لا يعني أنها تصلح زوجة له
2004-12-01 23:51:24 | إسلام ويب
السؤال:
سيدي الفاضل
أنا شاب كثير الضحك وشديد التدين، والمشكلة هي أنني في موقع عملي لاحظت أنه يوجد إنسانة معجبة بي، ولكنها ليست محجبة، كما أنني أشعر بأن أكثر من شخص معجب بها، لذا فضلت الابتعاد عنها نهائياً، وجدير بالذكر بأنني لم أتحدث معها ولو حتى صباح الخير، ولكنني بعد فترة وجدت في نفسي ميلاً وغيرة عليها، فقمت باستخارة الله عز وجل ولم أقدم على خطبتها، والآن وبعد فترة قرابة 6 شهور أجد في نفسي ميلاً لها.
فهل معني الاستخارة أنها قد تكون بلا من الله، ثم بعد ذلك تكون بنعم.
أفيدونا أصلحكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك تمسّكاً بدينه، وأن يرزقك زوجةً صالحة تكون عوناً لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أن الإسلام قد أولى مسألة الزواج وتكوين الأسر عناية فائقة؛ لما يترتب على ذلك من استقرار الأسرة وسعادتها أو شقاءها وتعاستها، وأثر ذلك على الأولاد والذرية مستقبلاً، ومن هنا اشترط صلاح الزوجين واستقامتهما على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما يتمتعان به من أخلاق إسلامية فاضلة، وهذه معايير لابد من مراعاتها إذا أردنا فعلاً تكوين أسرة سعيدة ناجحة مستمرة؛ لأن اختيار الزوجين ليس حقٌ لهما فقط، وإنما هناك حقوق الأولاد في أن تكون لهم أمّاً صالحة عفيفة فاضلة، من أسرةٍ طيبة مناسبة اجتماعياً، ومن حقهم كذلك أن يكون لهم أباً صالحاً محترماً ناجحاً، من وسطٍ اجتماعي محترم؛ حتى لا يشعروا بالدونية داخل المجتمع الذين يعيشون فيه، ثم هناك حقٌ آخر لأسر الزوجين، وهو ضرورة مراعاة المناسب لهم حسباً ونسباً؛ لأن المصاهرة تولد نوعاً من التلاحم والتداخل، ولن يتم ذلك إلا بوجود الكفاءة الاجتماعية المعتبرة لدى المجتمع، ومن هنا أقول لك: إن ميلك القلبي لهذه الفتاة ليس مقياساً لنجاح الاستخارة، خاصةً وأنها غير محجبة، وقد تكون لا تصلح على سبيل المثال، فما الذي يجعلها أكثر قبولاً من غيرها؟ إذن المطلوب أن تكون صاحبة دين أو على الأقل لديها استعداد للالتزام بالدين سلوكاً ومنهاجا حياة، لذا أرى أن تعرض عليها ذلك أولاً، دون الإشارة إلى فكرة الارتباط بها، لماذا لا تتحجبي؟ لماذا لا ترتدين الحجاب؟ هل تصلين؟ مع عدة أسئلة حول فهمها للإسلام؛ لتبين لك مدى استعدادها لتكوين حياة إسلامية مستقرة، وليس لمجرد إرضائك أو إرضاء غيرك، حاول معرفة هذه الأمور أولاً، فإن وجدت القبول والاستعداد هنا تستخير الله، فابدأ بهذه الخطوة قبل الارتباط بها، خاصةً الحجاب والصلاة، ثم تستخير بعد ذلك عليها، فإن شرح الله صدرك لها، ووجدت الأمور سهلة ميسورة، فتلك خيرة الله، فتوكل على الله وتقدم لها رسمياً، وإن كان خلاف ذلك فالفتيات غيرها كثير، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين.