خطيبي الذي لا أعرفه جيدا يريد التواصل معي هاتفيا قبل الزواج، وأنا حائرة!
2015-11-12 00:32:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
تقدم لخطبتي شاب كان زميلا لي في العمل، والآن يقيم خارج البلاد، ولن يتمكن من الرجوع قبل أربعة أشهر، ويريد أن نتحدث ونتعرف على بعضنا علنيا أمام أهلنا، وأنا لا أعرفه جيدا، كنت أراه من بعيد، ويريد الرجوع للزواج مباشرة، أو لإعلان الخطبة، إن لم أكن موافقة على إتمام الزواج، وتحدثت معه، ولكنني أشعر أنني أتكلم مع شخص لا أعرفه، وطلب أن يكون التعارف عن طريق الكاميرا ومكالمات الفيديو، بعلم الأهل، ليحدث تقارب بيننا، ولكنني رفضت ذلك؛ لشعوري بأن لا بد من المواجهة بيننا، ولو لمرة واحدة قبل اتخاذ أي قرار، ونظرا لصعوبة رجوعه للبلد في الوقت الحالي، فإنه يريد مني أن نتواصل هاتفيا حتى موعد إجازته، وأنا أرى أن هذه الأمور غير مقبولة بالنسبة لي حتى تتم المقابلة، لكنه غضب من رأيي، وأعتبره رفضا مني
أنا في حيرة من أمري، هل أتحدث معه وأنتظر رجوعه، أم أصر على رأيي؟ فأنا أخشى أن يتعلق أحدنا بالآخر من خلال الحديث، وعند المقابلة لا يتقبله الطرف الآخر، علما بأنه لم يرني جيدا، وكنت مختلفة سابقا، ويقول إنه متمسك بي، أعتذر على الإطالة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخطيب يعتبر رجلا أجنبيا، ولذلك فالكلام معه يكون بقدر الحاجة، فإن كان يريد أن يتكلم معك بالهاتف لمرة أو مرتين، وبعلم من أهلك، ويكون الكلام منضبطا ومنصبا حول التخطيط لمستقبلكما، وبغرض أن يكتشف طرفا من شخصيتك، فلا مانع من ذلك، وأما عبر الكاميرا فليس له معنى، لأن صورة الكاميرا لا تغني عن الرؤية الشرعية، ولا تعطي المواصفات الحقيقية، فلا بد أن تنظري إليه وينظر إليك وجها لوجه، ولا يصلح أبدا أن تستمري في الكلام معه حتى يأتي وقت الزواج، ومن فضل الله أنك انتبهت لذلك فقلت حتى لا يتعلق أحد الطرفين بالآخر، ثم لا يحدث تقبل من أحد الطرفين أثناء النظرة الشرعية، وهذا وارد، إضافة إلى أمر أهم وهو أنه لا يحل هذا الأمر، وغضبه ليس له محلا، فأنت محقة في تصرفك هذا، ولا يعني أنك لا تريدينه، فذلك مجرد وسواس في خاطره، أو أنه يريد أن يستعطفك، فطلبك لرضى الله أولى من الاهتمام بغضبه، ففي الحديث الصحيح : (من أرضى الله بسخط الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أسخط الناس في رضى الله رضي الله عنه وأرضى عنه الناس).
ونصيحتي لك أن تكوني متحرية في توفر الصفات التي ينبغي أن تتوفر في شريك حياتك، وأهمها الدين والخلق كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وعليك أن تصلي صلاة الاستخارة، وهي ركعتان دون الفريضة، بحيث يكون قلبك غير ميال لأحد الطرفين (الرضى أو الرفض)، ثم ادعي بالدعاء المأثور وتوكلي على الله، فإن سارت الأمور بيسر وسهول،ة فاعلمي أن الله قد اختاره زوجا لك، وإن تعسرت الأمور وانغلقت الأبواب فاعلمي أن الله قد صرفه عنك، وكوني على يقين أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، ولا تنسي أن تتضرعي إلى الرؤوف الرحيم أن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في هذه الدنيا، وأسأل الله أن يختار لك ما فيه الخير والصلاح.
والله الموفق.