أشعر بالحزن بعد فسخ خطبتي، فما نصيحتكم لي؟
2015-12-07 00:30:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خير.
أنا فتاة في الثامنة عشر، أكملت الثانوية قبل أشهر، كنت على علاقة بشاب عندما كنت في سن الخامسة عشرة، أي في الصف الأول ثانوي، وأثناء تلك الفترة تقدم لخطبتي شاب يكبرني بتسع سنوات، وعائلتي وافقت فورا دون اكتراث بصغر سني، وقد أحبته عائلتي، ولكني لم أحبه بسبب حبي لزميلي السابق، وظل هو يتقرب إلي بشتى أنواع السبل لينال قلبي، وأنا أعترف بأنه كان إنسانا طيبا معي، لا يبخل معي بمال أو مساعدة، ولكني لم أشعر بالقرب الروحي، وقد سبب ذلك لي أني عشت في ضغط نفسي رهيب، كيف أستمر مع شخص لا أحبه ولكنه يحبني ويسعى لمرضاتي؟ وهل شعوري تجاه زميلي هو الحب؟
لم يكن أحد يفهم شعوري ذلك الوقت، ولم أستطع مشاركته مع أي شخص، سوى أني التجأت إلى الله، وأعترف أن هذه المحنة سببت قربي من الله أكثر.
ومرت سنتان ونحن مخطوبان، ولا زلت لا أستطيع أن أحبه، ولا أستطيع تركه في نفس الوقت، بسبب صورة العائلة، وعشت في صراع داخلي شديد إلى أن جاء الوقت الذي انفجرت فيه، ولم أستطع الاستمرار أكثر، فقمت بفسخ الخطبة، والآن مرت سنة ونحن منفصلان.
وسبب استشارتي أني أشعر بأني تسرعت في فسخي للخطبة، وأني لم أعط الوقت الكافي لعلاقتنا لعلي أحبه، وكلما تذكرت كلامنا وضحكنا شعرت بانقباض وكأني فقدت شيئا، فأنا مشوشة، مع العلم أني قطعت علاقتي نهائيا مع زميلي ذاك الذي كنت أحبه، وأما خطيبي السابق فقد خطب فتاة أخرى الآن.
أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ليس هناك داع للحزن، وما قدره لك القدير سوف يأتيك، ولكل أجل كتاب، والعاقلة تستفيد من المواقف والدروس، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر مرتين، ونحن لا نريد لك العودة للأول ولا للثاني، ولا تقبلي بأي رجل حتى يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، وتواصلي مع موقعك لتجدي من يدلك على الصواب، وكم تمنيت لو أنك تواصلت وشاورت واستخرت.
وإذا كان خاطبك قد ارتبط بأخرى فاصرفي النظر عنه، وأشغلي نفسك بالطاعات، واعلمي أن قلوب النساء والرجال بين أصابع الرب العظيم، يقلبها ويصرفها، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يجرك إلى الوراء، ويذكرك بالماضي ليحزنك، فعامليه بنقيض قصده، وأظهري رضاك بقضاء الله وقدره، واعلمي أن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، فأشغلي نفسك بطاعة الرب الحميد، واستعيني بالله وتوكلي عليه، فإن الخير في يديه سبحانه.
وقد أسعدنا تواصلك، ونتشرف بمساعدتك في حسن الاختيار، فأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.