صديقتي حزينة بسبب انتقالها إلى تخصص لا تحبه
2015-12-27 01:01:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
قريبتي منذ صغرها متميزة ومتفوقة في دراستها، وفي السنة الماضية أنهت الثانوية بتقدير ممتاز، وحصلت على منحة دراسية في الجامعة الأمريكية، وهي في بيروت، وأخذت سكنا جامعيا وسكنت مع فتيات قرب الجامعة، وأهلها يسكنون في صيدا، وتزور أهلها كثيرا، فهي لا تستطيع البعد عن أمها حيث تزورها في الأسبوع أكثر من مرة.
في البداية سجلت في اختصاص الهندسة، ولكن عندما دخلت إلى الصف تفاجأت بأن الصف كله شباب، وشعرت بأن هندسة الكمبيوتر بعيدة عنها، فحولت اختصاصها إلى الصيدلة، وعندها أصبح الجميع يهاجمها لأنها حولت، وأصبحت لا تفكر سوى أن الصيدلة ليست جيدة، وأنها أصلا لا تحبه ولا تحب البيولوجي، وتقول: إنها تحب الرياضيات، علما أنها في المدرسة كانت تدرس كل المواد، وكانت متفوقة في كل شيء، وإلى الآن هي ليست مقتنعة باختصاصها، ولطالما سألتها وهي في المدرسة أي المواد تحب، كانت تقول: لا شيء، وهي من سجلت في تخصص الصيدلة بكامل رغبتها.
هي الآن حزينة دائما، ولا تطيق الدراسة، وبالرغم من قلة المذاكرة إلا أن علاماتها جيدة، أنا أشعر بأن تغييرها لاختصاصها لن يفيدها ومن الممكن أن تندم، أيضا هي لا تحب جامعتها مع أن الناس تحسدها، فهي من أفخم الجامعات في لبنان، وتتمنى لو أنها سجلت بجامعة قريبة من المنزل.
رفيقاتها في المنزل يحبونها كثيرا، لكن في الجامعة ليس لها صديقات، فهي ملتزمة بزيها، والفتيات في الجامعة الأمريكية بعيدات عن تلك الأجواء، ولكن وضع الأهل المادي لا يسمح بأن تتخلى عن منحة كاملة ويدفعوا لها لتتعلم في جامعة أخرى.
هي الآن في أجمل مراحل حياتها، يجب أن تكون سعيدة، ويجب أن تدرس دون أن تفكر في رغبتها الدراسة أو لا، أرجوكم ساعدوها، ما السبب في كل هذا؟ وما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكرا لك على هذه الرسالة، وعلى اهتمامك بصديقتك، أعانها الله وفرج عنها، على الرغم مما يبدو من تعقد هذا الموضوع فهو أيضا في غاية البساطة.
لا شك أن الموضوع في النهاية إنما هو قرار هذه الشابة، وليس أسرتها أو أي شخص آخر. وعليها أن تختار بين الهندسة أو الصيدلة أو غيرهما، متذكرة ما يقال من أن "فساد الأمر أن تتردد"، فالتردد وكثرة التغيير ليس لصالحها، فالوقت يمر، والفرص لها حدود.
من الواضح أن هذه الفتاة شابة ملتزمة، ضمنا وشكلا، فهي تجد صعوبة في الاندماج في جو الجامعة، على اختلاف جوها العام عما اعتادت عليه هذه الطالبة، وعليها هنا أيضا أن تتخذ قرارا في قبول متابعة الدراسة الجامعية في هذه الجامعة، وليس هناك من مانع شرعي في دراستها طالما هي التزمت بما هو مطلوب منها، أو أن تقرر الانتقال إلى جامعة أخرى، مع صعوبات هذا الاحتمال.
ومهما كان الخيار الأخير، فأكيد أنها كلها اختيارات صعبة، إلا أنه لا بد من الاختيار، وكما ذكرت أعلاه.
ويمكنك أن تجلسي مع صديقتك وتتحدثين معها عن كل الاحتمالات والاختيارات الممكنة، ومساعدتها على اتخاذ القرار، والذي هو في النهاية قرارها، ولكن يمكنك مساعدتها على تقليب الأمور.
والله الموفق.