أرغب بالصراخ والبكاء، وأخاف من المرض والموت
2015-12-27 23:54:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا سيدة عمري 24 سنة، وأم لطفلين، وأعاني من الوسواس، وأشعر بالتعب، وأخاف من المرض والموت، وقد عانيت من هذه الحالة وأنا حامل، وازدادت بعد الولادة، أشعر أنني أرغب بالصراخ والبكاء، وقلبي مقبوض، لا أعرف ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع.
لا شك أنه وضع صعب تجدين نفسك فيه، ولكن لفت نظري أن حالتك بدأت بعد ولادة طفلك الأصغر، وإن كنا لا نعرف عمره.
فأولا: الحمد لله على السلامة.
وثانيا: كيف صحتك البدنية والنفسية عقب الولادة؟ حيث أن هناك احتمال إصابتك بما يصيب الكثير من النساء مما يسمى "اكتئاب ما بعد الولادة" فأرجو أن تنتبهي لهذا الأمر، فقط من باب الاحتياط، حيث يبدو من خلال سؤالك أن عندك بعض الأعراض كالبكاء والاضطراب، واكتئاب ما بعد الولادة، حالة من الاكتئاب يصيب الأمهات الحوامل بعد الولادة، وقد تمتد الإصابة للعديد من الأشهر، وقد تصل إلى سنة بعد الولادة.
وهناك عدة درجات من شدة الإصابة فهناك الاكتئاب الخفيف، والذي يبدأ عادة مع الولادة، وهذا النوع الخفيف لا يطول، وفي الغالب لا يحتاج لعلاج ويزول من نفسه من خلال دعم الأسرة في "الأربعين" الأولى من الولادة، ونسمي هذا النوع الخفيف بحزن الوالدات.
والنوع الثاني: وهو أشدّ، وقد يبدأ بعد أسبوع من الولادة، حيث تكون الأم الولود قد خرجت من المستشفى ولذلك لا تنتبه إليها ممرضات التوليد، ولا بد من وعي الأم والأسرة لهذا الاكتئاب، لأنه قد يطول لأشهر تصل إلى سنة، وهو يحتاج للعلاج بمضادات الاكتئاب، وخاصة أنه قد يعرض الأم وكذلك الطفل الوليد الرضيع للعديد من المخاطر، ومن أعراضه الاكتئاب والحزن والبكاء من دون سبب واضح، وربما فقدان الشهية للطعام مما قد يؤثر على رضاعة الطفل.
والنوع الثالث: وهو الشديد، حيث ليس فقط تشعر المرأة بالحزن والبكاء والاكتئاب، وإنما أيضا اضطراب النوم وبعض الأعراض النفسية النفاسية الأخرى الشديدة، وهذا النوع قطعا يحتاج للعلاج السريع، وبرعاية وإشراف الطبيب النفسي.
والخبر السعيد أن كل هذه الأنواع من الاكتئاب تستجيب للعلاج الفعال بسرعة، طبعا بعد تأكيد طبيعة التشخيص، ومتابعة العلاج بشكل فعال، فهل الذي عندك اكتئاب أو هو مترافق مع الرهاب والخوف من المرض والموت، فأرجو أن لا تتأخري بمراجعة العيادة النفسية لتحديد التشخيص، ومن ثم العلاج المناسب.
وأدعو تعالى أن يعينك، وييسّر لك الخير كله.